على مدى عقود لا تزال إيران تمارس سياساتها العدوانية وتدخلها السافر في شؤون الدول الأخرى لتصبح في نظر العالم دولة مارقة يحفل سجلها بجرائم الإرهاب ومؤامرات الفتن والقلاقل والاضطرابات في المنطقة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، إلى جانب انتهاكاتها للبعثات الدبلوماسية، بل ومطاردة الدبلوماسيين الأجانب حول العالم بالاغتيالات.
ونظام الملالي الذي يعد الراعي الأول للإرهاب الدولي لم يسلم شعبه من جرائمه القذرة وتبديد ثرواته على العصابات والمليشيات الإرهابية ومنها مليشيا الحوثيين في اليمن وما يسمى حزب الله في لبنان ومنظمات دولية أخرى التي تمثل أذرعه للخراب والدمار بإشاعة الفتن وإشعال النزاعات.
إن إدانة إيران في تفجيرات أبراج الخبر بالمملكة الصادرة من محكمة أمريكية ليست إلا حلقة جديدة في سلسلة جرائمها ضد العالم والدول العربية والمملكة، حيث استهدف السلاح الإيراني مباشرة أو عبر المليشيات العميلة منشآت شركة ارامكو ومناطق مدنية عديدة على الأراضي السعودية، بما في ذلك العاصمة الرياض والأماكن المقدسة، فضلًا عن التهديدات الإيرانية المباشرة للملاحة الدولية في الخليج العربي ومضيق هرمز، وفي البحر الأحمر ومـضيق بـاب المندب عبر الميليشيا الحوثية، بما يهدد حرية الملاحة الدولية ومصادر ومسارات الطاقة، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على استقرار الاقتصاد العالمي، ويستوجب من المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية، اتخاذ موقف صارم لمواجهة هذه الدولة المارقة.
لقد درجت المملكة على مطالبة المجتمع الدولي للتعامل بحزم مع نظام طهران لما يمثله من تهديد للأمن والسلم الدوليين وما أكدته التجارب من نقضه للعهود والمواثيق وعدم احترامه للقانون الدولي وسعيه المستمر لتقويض كل الجهود لإعادته إلى جادة الصواب والتزامه بحسن الجوار ومن المهم إعادة فرض حظر تسليحه وتشديد القيود على برنامجيه النووي والباليستي لخير البشرية جمعاء.