في وقت الازمات يتوهج الفكر الابداعي .. وتنشط الاكتشافات والابتكارات .. واليوم نحن نعيش ازمة متعددة الجوانب والابعاد من الضبابية وعدم التيقن والرفض وعدم القبول والترقب .. كل ذلك يلقي بعبء كبير على النفس البشرية ويخل بالتركيبة النفسية السوية للانسان في جميع الاعمار .. وهكذا يتولد لدى الانسان ” فوبيا ” او الرهاب او اضطراب القلق .. ويعني المخاوف المبالغ فيها غير المبررة والناتجة عن الازمات او بعض التوقعات من عدم الرؤية ووضوحها .. كما يحدث معنا اليوم نتيجة جائحة الكورونا وعدواها.
ونتيجة لهذه الضغوط النفسية اصبح كثير من البشر يعانون من القلق واختلال في العمليات الحيوية في الجسم .. مثل ارتفاع ضغط الدم او انخفاضه .. وسرعة ضربات القلب والمعاناة من ارتفاع معدلات السكر في الدم .. والم المفاصل والسمنة والنهجان عند اول مجهود جسماني والشهية المفرطة للاكل وعدم انتظام ساعات النوم وكل ذلك يقود في النهاية الي فقدان الامل والنظرة التشاؤمية للحياة .. ويصبح الانسان يدور في حلقة مفرغة.
واليوم ونحن نخطو الخطوات الاولي بل ونحن نحبو للعودة الى بعض مناشط الحياة كالعمل وتجارة التجزئة والترفيه والاكل في المطاعم والسفر .. الخ. كل ذلك التحول للأسف يتم تحت ضغوط الضبابية الشديدة والخوف من العودة الي الوراء مرة اخرى .. لذلك نجد ان البشر نادرا ما يتصرفون بناءً على المنطق والحكمة والمعقولية .. بل نجدهم يتصرفون بناءً على ما تمليه عليهم ذهنيتهم المضطربة بالخوف والرهاب المتواصل.
لذلك تلعب المعلومات والارقام التي تعلن بصورة موضوعية وبمؤشرات وتفاصيل متكاملة. تلعب دورا رئيسيا في بعث الثقة في نفوس البشر وتتحكم في سلوكياتهم ايجابيا .. وبالتالي ستكون استجابتهم للعودة تدريجيا للحياة ” شبه الطبيعية ” مترددة لحين التوصل الى اللقاح والعلاج المستهدف .. وحتي تعود الحياة لوضعها الجديد ولكن ليس كما كانت عليه .. لان معايير المستقبل تغيرت الى الابد ولكن بشكل متفاوت بين الدول.
هذا وتجدر الاشارة الي ان هذه الجائحة رغم قسوتها الا انها علمتنا ان نتعايش ونثق في بعضنا البعض وان نسخر العلم للتعرف على المشاكل ووضع الحلول لها .. وساعدتنا ان نعيد اكتشاف نظم العالم الصحية العاجزة عن التعامل مع الكوارث والآفات والامراض والاوبئة. والاهم من كل ذلك أجبرتنا علي الالتزام الشديد بطوق النجاة والمتمثل في التقيد بتعليمات السلامة والحماية الصحية ولبس الاقنعة والتباعد الاجتماعي وغسل الايدي باستمرار والاعتماد عى التكنولوجيا في جميع مناشط الحياة.