البلاد – وكالات
جددت واشنطن رفضها للتدخلات الخارجية في ليبيا، في إشارة إلى تركيا، إذ أعلنت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جيرالدين جريفيث، أمس (الأحد)، إن بلادها ترفض أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، مشددة على ضرورة وقف العمليات القتالية في ليبيا، ضمن إطار المحادثات العسكرية 5+5 التي تقودها الأمم المتحدة، واحترام جميع الأطراف لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
وأشارت جريفيث إلى أنه يجب على الشعب الليبي في نهاية المطاف حل الأزمة من خلال المفاوضات السياسية، داعية إلى ضرورة السماح لمؤسسة النفط الوطنية بالعودة إلى أداء عملها، كي لا يتسنى لأي دولة أجنبية فرصة استخدام الإغلاق، كذريعة لشن عمل عسكري في الهلال النفطي.
يأتي ذلك في وقت رد الجيش الوطني الليبي أمس، على حشد تركيا لخبرائها ومرتزقتها في “الوطية” بشن غارات على القاعدة دمر خلالها منظومة دفاع جوي تركية، وفقا لما أكده مصدر عسكري، قال إن غارات جوية استهدفت قاعدة الوطية في ليبيا، في ساعات الصباح الأولى أمس، ودمرت منظومة دفاع جوي تركية وعادت سالمة إلى قواعدها، مضيفا إنه تم تنفيذ 9 ضربات جوية دقيقة على منظومات الدفاع الجوي التركية التي تم تركيبها مؤخرا في قاعدة الوطية، ومعلنا نجاح الغارات في تحييد منظومة دفاع جوي تركية من طراز هوك، منوها إلى تدمير 3 رادارات بالكامل.
وتسيطر ميليشيات حكومة الوفاق الليبية في طرابلس على قاعدة الوطية بعد انسحاب تكتيكي سابق للجيش الوطني الليبي منها، بينما الغارات هي الأولى للجيش الليبي بعد الإعلان عن توقيع اتفاق عسكري بين تركيا وحكومة الوفاق، الجمعة الماضي، إثر زيارة لوزير الدفاع التركي خلوصي آكار ورئيس أركانه للعاصمة طرابلس. واعتبر الجيش الليبي أن الاتفاق يمس السيادة الليبية، متوعدا أنقرة بمواجهة عسكرية.
إلى ذلك، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن الأمور تجاوزت حكومة الوفاق غير المعترف بها دوليا، والحل في الشرعية الشعبية. وأضاف أنه إذا لم يتم التوصل لوقف إطلاق النار والعودة إلى القاعدة الليبية، لإعادة بناء دولة على أسس الشرعية الشعبية، فإن الخطر حينها أن نجد النموذج السوري، نعيشه في ليبيا، مشيرا بقوله: هذا ما نراه حاليا، نفس الفاعلين نفس المناهج، تستعمل في ليبيا.
وأوضح تبون، خلال مقابلة مع وسيلة إعلامية عالمية، أن :”القبائل الليبية تحلت بالحكمة، عكس ما يظنه الكثيرون، فالمرتزقة غيرهم ارتكبوا انتهاكات، ولكن إن طفح الكيل، فإن القبائل الليبية ستبدأ في الدفاع عن نفسها، وأن تُسلّح نفسها، وحينها لن يكون النموذج السوري في ليبيا، بل النموذج الصومالي. وآنذاك لا يمكن لأي شخص أن يقوم بأي شيء، وأن ليبيا يُمكن حينها أن تتحول ملاذا للإرهابيين، والجميع سيُرسل إرهابيين هناك، لتنظيف بلدانهم”.
ودعا الرئيس الجزائري، للذهاب إلى الحل النهائي في ليبيا، عبر استشارة الشعب الليبي من خلال تنظيمه القبلي أو غيره من التنظيمات، ويتم تنظيم انتخابات، من خلال المؤسسات الإنتقالية، من الحكومة الحالية “الوفاق”، من بين هذه المؤسسات، مستدركا بقوله: لكن الحكومة الحالية تجاوزتها الأمور، يجب أن نُقدّم مؤسسات تمثل كل الليبيين، ومن ثم انتخابات وجميعة وطنية تنتخب رئيس ونائبين، واعتماد دستور.
في غضون ذلك، قال مراقبون للشأن الليبي إن الصور التي خرجت بعد زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إلى طرابلس ومصراتة وجولاته بين قواته هناك، فضحت دوراً أكبر لتركيا من الاستشارات العسكرية، حيث التقى آكار في طرابلس ومصراتة عددًا كبيرًا من الجنود والضباط الأتراك هناك، وأظهرت الصور آكار في غرفة عملياتٍ عسكرية تضم عشرات الضباط الأتراك، وهي الغرفة التي تدير الجنود الأتراك في المعركة، إلى جانب صور أخرى للقائه مع جنود أتراك في مصراتة.