جدة- البلاد
أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، اكتمال أعمال المرحلة الثانية من مشروع تطوير مطار العلا، وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني.
وشملت المرحلة الثانية من تطوير المطار تجديد المبنى الرئيسي وتوسيع ساحة خدمات الطائرات لتستوعب طائرات أكبر حجماً، إضافة لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 400 ألف مسافر سنويا بدلا من 100 ألف، وإنشاء صالة لكبار الشخصيات، إضافة لمجموعة من التحديثات الأخرى لتحسين تجربة المسافر ، وتلبية الطلب المتزايد من السياح حول العالم لزيارة المحافظة وطبيعتها الساحرة ومعالمها الحضارية العريقة، مما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق المخطط الاستراتيجي الشامل لتطوير العلا ومستهدفات الهيئة باستقطاب مليوني زائر إلى العلا بحلول عام 2035.
كما اشتملت المرحلة الثانية إضافة ممر جديد للطائرات ، لتيسير الوصول إلى العلا وتحسين تجربة زوارها من مواطنين وسياح. كما سيسهم ذلك في تعزيز قدرة المطار على استقبال الرحلات الدولية المباشرة من مختلف الوجهات الإقليمية والدولية إلى العلا.
وفي وقت سابق قال الأمير بدر بن فرحان إن مشروع تطوير مطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، يحافظ على الخصائص البيئية والطبيعية للمكان، ويمثل جزءا محوريا من جهودنا لتقديم تجربة سياحية حيوية ومتنوعة لضيوف المملكة، تماشيا مع رؤية العلا التي سبق أن دشنها سمو ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله – وذلك بهدف تعريف العالم بكنوزنا التراثية والطبيعية في المحافظة، وستؤدي هذه الاستثمارات بدورها إلى تعزيز قدرات المجتمع المحلي وتمكينه، من خلال ربط اقتصاد العلا بالمنطقة، كما أنه يمثل جزءا جوهريا من الالتزام بميثاق الهيئة، ويتماشى مع مشاريع التطوير الأخرى الجاري العمل بها في المحافظة، التي تهدف جميعها إلى تحويل العلا لوجهة سياحية عالمية تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
من ناحية أخرى، تحقق التحسينات الهيكلية لمسرح مرايا، الذي استضاف الفعاليات الثقافية والفنية للنسخة الأولى من موسم شتاء طنطورة إلى إقامة منشأة أكبر لاستضافة الفعاليات تتسع لنحو 500 شخص. كما يتم العمل على تطوير النظام الصوتي للمسرح، وإنشاء مطعم يتسع لـ 500 شخص، ومساحة للمعروضات الفنية. وستظل جدران المبنى المغطاة بالمرايا جزءا لا يتجزأ من التصميم الخارجي للمسرح، حيث صممت لتشكل امتدادا للبيئة المحيطة به، تتناغم مع المناظر الطبيعية الساحرة من الرمال الذهبية والجبال المحيطة.
وتحتضن العلا كنوزا أثرية عظيمة ومناظر خلابة للصحراء وتشكيلات صخرية مميزة، وتمثل موقعا متقدما في حضارات وآثار منطقة الشرق الأوسط ، حيث ترتبط بالحضارتين اللحيانية والنبطية خلال الألفية الأولى قبل الميلاد ، وتعدّ من عجائب العالم العربي القديم ، وتعد الحِجر بمنزلة الموقع الأكثر شهرة في محافظة العُلا، وهي أول مواقع المملكة المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
ويضم متحف العلا العديد من القاعات التي تحكي تاريخ منطقة العلا منذ العصر الحجري مرورا بفترة ما قبل الإسلام، والعصر الإسلامي، وجناح توحيد المملكة، ويتحدث عن بداية الدولة السعودية الأولى إلى عصرنا الحاضر، وذلك بعرض لوحات وصور وأفلام عن فترات الدولة السعودية بالإضافة إلى مجموعة مختارة من القطع الأثرية النادرة والمخطوطات والخرائط والمجسمات لبعض معالم مدائن صالح. وكذلك قاعات العروض المتحفية وتشمل (معامل المساحة والرسم – معامل التصوير – معامل الترميم والمختبر – قاعة العرض التلفزيوني) والمكتبة التي تحتوي على مجموعة من الكتب المتخصصة بالإضافة إلى بعض الدوريات والنشرات).
وتواصل الهيئة الملكية التزامها بأعلى معايير التميّز وأفضل الممارسات العالمية، والعمل مع شركائها من الجامعات والمؤسّسات المتخصّصة في جميع أنحاء العالم وفي كافة المجالات ذات الصلة. كما تستمر الهيئة في دعم برنامج المسح الأثري والتراثي لمحافظة العلا بهدف حماية وتطوير المواقع التراثية والتاريخية للمحافظة تحقيقاً للتحول المستدام، ولتمكين الزوار المحليين والدوليين من التعرف على ثراء إرثها الثقافي والتاريخي والطبيعي، وعلى الحضارات العربية والقيم المحلية. وسيشكل هذا العمل نواة لتبادل المعرفة وأفضل الممارسات والبحث في مجالات علم الآثار والتراث وحفظ وصيانة الآثار.