نقاش استكمال الدوري من عدمه فيه الكثير من الطرح الأعوج، وللأسف البرامج والنقاد لا يناقشونه بنظرة شاملة (360 درجة) ، فمثل هذا الظرف غير مشابه لأي ظرف آخر، وكوننا نتعامل مع جائحة ، لا يعني ذلك أن ننهي الحياة ، أو أن نتوقف عن الحديث أو النقاش فيها، ولكن لابد أن نعود لنقطة البداية عند مناقشة استكمال الدوري من عدمه ، ونقطة البداية هي الجائحة.
ولكي لا أُتهم بتغيير رأيي الذي ذكرته قبل عدة أسابيع، وتفضيلي عدم الاستمرار والإلغاء ، فستلاحظون خلال هذا المقال أنني ذكرت لماذا أصبح هناك تحول في رأيي، فلو عدنا بعض الشيء لبداية الجائحة وقِسنا الكثير من التصرفات والإجراءات التي قامت بها الدولة، حفظها الله ، وحتى تصرفاتنا الشخصية لوجدنا تغيّراً دائماً فيها بشكل متسارع قد يحدث من أسبوع لآخر ، وهذا أمر غير مستغرب في الأزمات الطارئة وإدارتها، فنحن أمام وضع غير طبيعي نهائياً على مستوى العالم. التنبؤ بما قد يحدث غداً وكيفية التعاطي معه أمر ليس بالأكيد، فالجانحة أثبتت بشكل يومي هذا التغير ، لذلك لابد من أن يكون لديك القدرة على التكيف مع التغييرات اليومية أو لن يكون أمامك سوى أن تستسلم و تتوقف عن التكيّف أو تبدأ من نقطة معينة وتتماشى وتعيد التكيف مع الأحداث ، وهذا هو الأقرب مع قرار استئناف الدوري ، لذلك لا تعتقد أن الإجابات الكاملة والشافية الوافية لكل تساؤل منطقي أو غير منطقي ، ذات فائدة أو سخيف سيكون لدى اتحاد الكرة الإجابة عنه اليوم ، ولكن قد يكون لديه الإجابة عنها غداً أو بعد غد أو في الجولة الأخيرة وهذا أمر وارد جداً عندما تتعامل مع جائحة أو تستعد للعود إلى الحياة الطبيعية بعدها.
في وقت معين كان من الممكن أن يكون قرار إلغاء الدوري؛ ومهما كانت الأمور التي تترتب عليه به منطقيا وأنا شخصيا أيدت الإلغاء لعوامل كثيرة؛ منها المرض ، و الطقس والجاهزية ، والبروتوكولات ، ولكن لا يوجد شخص لا تتغير قناعاته إما كاملة أو جزئية ، وهذا أمر لا ينتقص من صاحبه أو يعيبه ولكن الطرح والنقاش بزاوية 360 درجة سواء اختلفنا أو اتفقنا هو الأساس.
سنبدأ رحلة العودة الى ملاعبنا ، كما عدنا إلى أعمالنا، ومساجدنا وإلى أسواقنا ، وطائراتنا وأهلينا … سنعود بحذر ، نأخذ الاحتياطات ، وسنتطور في هذه الاحتياطات منذ بداية الدوري الى آخره ، وكما وثقنا في جميع الجهات الحكومية ومنسوبيها خلال هذه الأزمة سنثق في وزارة الرياضة، واتحاد القدم ومنسوبيهم.
بُعد آخر
الدراما التي يمثلها البعض عند طرح هذا الموضوع تجعلك تتخيل المقطوعة التي أصبحت رمزاً للحزن والدراما، وهي مقدمة مسلسل “المال والبنون” كخلفية لحديثه عن استكمال الدوري وكأن استكمال الدوري أو عدمه سيلقي بناديه في بحر الظلمات الذي ذكره عادل إمام في مدرسة المشاغبين.