قامت هذه البلاد العظيمة على أسس عظيمة بتشريع ربانيّ ، وهديّ نبوي رحمانيّ ، لحفظ الحقوق وأدائها ، مستشعرين رجالها عبر عهود ملوكها منذ تأسيسها مسؤولياتهم لتظل دولة شامخة الأركان، ووطنا هو مهوى الأفئدة بأمن وأمان ، هو موطن القيم ،وموئل الهمم ، مهد الرسالات العظيمة ، هذه الأزليات التي لا تنفك عن كل منتمٍ لهذا الكيان الطاهر تستوجب الحديث عنها والفخر بها ، والذود عنها أمام كل مشكك ، أو متهم ، أو متوهم اعتياديتها بأنها طبيعية لغمط الجهود ،
فهي ميزة في جبين العالم فرقت بها أرض ، قد أعزها ملوكها الأخيار ، ورجال ونساء دولتهم ممن يولون المسؤوليات والمهام ، بهذا الاستهلال في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات قطاع أمن قائم على معتقد الدين الذي أرسل به الأنبياء ، والرسل – عليهم السلام – وتسير عليه دولتنا المباركة لحفظ الضرورات الخمس ، مقاصد عظيمة لحفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال، التي أمر الشارع جل وعلا بحفظها وعدم تعرضها للهلاك، قال الله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)، في يوم مكافحة المخدرات العالمي الموافق السادس والعشرين من كل شهر يونيو في كل عام ، تتصدر المملكة العربية السعودية بأنها الأسوة والقدوة بمثار الإعجاب في حرص وتفاني مسؤوليها لمكافحة المخدرات ومحاربتها بصرح وزارة الداخلية ممثلة بإدارة مكافحة المخدرات ، والذي تأسس في عام ١٣٨٠هـ – ١٩٦٠هـ ستون عاماً وهذا القطاع عين ساهرة لحفظ شبابنا وشاباتنا ، ستون عاماً وأبطاله حرابٌ في نحور أعداء الوطن من يستهدف ثروة الوطن من عقول وهمم شبانه وشاباته ، ستون عاماً من نشر الوعي وتثقيف المجتمع ، ستون عاماً من الاهتمام في رفع مستوى الإدراك الوطني لدى كافة أطياف المجتمع، ستون عاماً من التضحية بشهداء ذادوا بأروحهم فداء للوطن ضد عصابات الترويج والتهريب ، ستون عاماً من التوعية الهادفة التي لم تقتصر على المنابر المجتمعية ، بل شملت كافة قطاعات الوطن موظفين وموظفات الدولة ، وجامعات ،ومدارس ، ومقرات أندية الرياضية ، وقطاع خاص ، عطاء عظيم وجهود جبارة ، لكافة موظفي وموظفات مكافحة المخدرات ، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية أنموذجاً للعديد من الدول في أعمالها وأدائها في بصرامة عقوبة التهريب ، وريادية التوعية والوعي ، استطاع هذا القطاع بناء ومد جسور الثقة والاحترام ، فإضافة إلى تتبع أوكار الجرم والتهريب وإيقاع أقصى العقوبات جزاءً وردعاً لكل من تسول نفسه لاستهداف الوطن ومواطنيه ، فالوقفة الإنسانية حاضرة ببرامج علاجية وتأهيل عبر مراكز معالجة الإدمان ، واستصلاحهم ليكونوا فعالين في المجتمع ، والرعاية لأسرهم وتلبية احتياجاتهم من خلال شركات بناءة مع كافة الجهات ذات العلاقة ،في هذا اليوم العالمي
لكافة منسوبي ومنسوبات هذا القطاع العظيم، بوزارة الداخلية وعلى رأس الهرم قيادة بسمو وزيرها – حفظه الله -، ومعالي مدير الأمن العام ومدير إدارة مكافحة المخدرات وكافة منسوبيها ومنسوباتها الأشاوس في يومهم العالمي مناسبة نستلهم دورهم الريادي وإنجازاتهم ودورهم في الحماية والتثقيف والإنجازات ،وكل عطاءاتهم الإنسانية التي هي من صميم خلائقنا كسعوديين وسعوديات التي أعزها الله فينا واختص بها وطناً يقوده مولاي سلمان – أيده الله- وعضده الأمين سمو سيدي ولي العهد – حفظه الله -.
وهمسة الختام في مسك الكلام لهذا الوطن قول البدر بن عبدالمحسن:-
وين ينبت هالنخل إلا بين ضلوعنا
ولا يشعّل هالنجوم… إلا ضي شموعنا
ولما يمطرها السحاب
الصحاري والهضاب
اللي يشرب هالتراب
ضحكنا ودموعنا
لما يسكت هالزمن إنت أجمل بوحنا
لما نعشق هالوطن.. حنا نعشق روحنا