تحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية وانطلاقا من أن سلامة وصحة الإنسان أولاً قررت المملكة الغالية إقامة حج هذا العام 1441 بإعداد محدودة جدًا لمختلف الجنسيات من المتواجدين داخل المملكة، إيماناً وتأكيداً على حرص المملكة على سلامة وصحة حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف في ظل ما يشهده العالم من خطر جائحة كورونا، فالمملكة أخذت جميع الإجراءات الاحترازية التي تراها مناسبة للحفاظ على صحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين، وهو ما يمليه عليها الواجب الشرعي تجاه المسلمين.
لا شك أن المشاعر المقدسة من أكثر الأماكن ازدحامًا في العالم، وإقامة الحج دون تحديد لأعداد الحجاج، ودون انضباط وقيود، يكون سبباً لانتشار فيروس كورونا – لا سمح الله – في بلد الله الحرام، ثم انتقاله لبلاد العالم ، لذا فإن الجهود التي تبذلها المملكة في ظل هذه الجائحة للخروج بالرأي السديد، والقرار المعتدل، يتوافقان مع قواعد الشريعة الإسلامية، ومع توصيات الأنظمة الصحية العالمية للحد من انتشار الوباء والمرض وهو قرار حكيم يأتي من منطلق الأخذ بالأسباب الشرعية الواقية بإذن الله من الأوبئة قبل وقوعها، وضمان سلامة أرواح الملايين من المسلمين، وحفظ النفس البشرية التي تعد المقصد والهدف الرئيسي للشريعة الإسلامية.
كما لا يفوتني أن أشير إلى أن القرار الذي اتخذته المملكة، لاقى مباركة إسلامية وتأييداً دولياً، وذلك لما كان له من آثار كبرى في مواجهة هذه الجائحة على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية، وفي الوقت ذاته يمثّل دعماً كبيراً لجهود الدول والمنظمات الصحية العالمية في محاصرة انتشار هذا الفيروس ، كما كان هذا القرار محل تقدير مختلف القيادات العربية والإسلامية بدول العالم الذي ضجت بتصريحاتهم منصات القنوات ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، مؤكدين دور المملكة الريادي في خدمة الإسلام والمحافظة على سلامة وصحة الحجاج الذي تؤكده مقاصد الشريعة الإسلامية.
وأخيراً هذا القرار ما هو إلا حلقة في سلسلة من القرارات الحكيمة التي أصدرتها المملكة في إدارتها لهذه الفترة الحرجة والأزمة الكبيرة التي أضرت بالعالم أجمع، فوفق الله القيادة التي حرصت على إقامة شعيرة الحج مع حماية الأنفس البشرية، وسط الدعوات الصادقة أن يحفظ الله سبحانه وتعالى والدنا القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأن يحمي بلادنا وشعبها من كل سوء ومرض وبلاء، ويعجل بزوال هذه الغمة إنه هو السميع المجيب. وسلامة صحتكم.
shahm303@hotmail.com