البلاد – مها العواودة
أكد مسؤولون ليبيون، أن قرار الرئيس المصري بالتدخل العسكري في ليبيا، مشروع وسيمثل حقا في الدفاع عن الأمن القومي المصري والليبي، في ظل إعلان أنقرة عن أطماعها في المنطقة التي تتحكم في الحقول والموانئ النفطية، والتي تعد مفتاحا لشرق البلاد حيث الحدود المصرية، التي طالما كانت مجالا لتسلل عناصر إرهابية وتهريب أسلحة وممنوعات إلى داخل مصر، التي عملت دائما على التسوية السياسية للأزمة في ليبيا، وأطلقت مؤخرا “إعلان القاهرة” لتحقيق ذلك.
وأشاد المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب الليبي فتحي المريمي، بقرار القيادة المصرية ومساعدة مصر لليبيا في التصدي للغزو التركي، مؤكدا أن أنقرة لها أطماع تريد تحقيقها في ليبيا من خلال إعادة الاحتلال العثماني، وهو أمر مرفوض ويستوجب تحرك كل الدول العربية للوقوف في وجه تركيا. ولفت إلى أن مصر شقيقة كبرى وعلى مر التاريخ هي مع ليبيا ومساندة لها من أجل استقرارها وترسيخ دولة المؤسسات والقانون، واليوم تقف في وجه تركيا التي تعتدي على ليبيا بمساعدة الميليشيات الإرهابية والمرتزقة، مشيرا إلى أن تهديد الرئيس المصري في خطابه الأخير للإرهابيين ومن يعاونهم الذين يعيثون فسادا في ليبيا وخاصة غرب سرت، يأتي لأنهم يشكلون خطرا على ليبيا وعلى الأمن القومي المصري، منوها إلى أن الإنذار المصري جاء في الوقت المناسب، فمصالح مصر وليبيا واحدة في حماية الأمن والاستقرار ومواجهة الإرهاب وداعميه.
وقال المريمي إن دخول الجيش المصري إلى ليبيا إن استدعى الأمر سيكون عبر الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وبناءً على طلب البرلمان الليبي، الجهة الوحيدة الشرعية المنتخبة في البلاد، وبدعم وإسناد من القبائل والقيادات السياسية والاجتماعية الليبية، وسيكون هناك تنسيق كبير بين الدولتين رسميا ووفق الأعراف والقوانين الدولية لتحرير ليبيا من الإرهابيين. في السياق ذاته، قال عضو مجلس النواب الليبي علي السعيدي، إن من حق مصر حماية حدودها من ميليشيات الإرهاب في ليبيا، حيث بدأ التهديد مباشرا على الأمن القومي من العثماني الجديد راعي الإرهاب الذي يسعى برفقة “إخوانه” المفسدين لإثارة التوترات والفوضى في المنطقة، مؤكدا أن تركيا بدعم قطري تسعى لخلط الأوراق في ليبيا تمهيدا لتحقيق حلم أردوغان في الهيمنة على الوطن العربي وثرواته.
وشدد على ضرورة تصدي مصر ودول الجوار للتدخل التركي المُدان، من أجل ضمان أمن المنطقة، فطالما هدد الإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة دول الجوار انطلاقا من ليبيا، وحذر من أنه إذا تمت السيطرة على ليبيا أصبح سهل على المستعمر الدخول إلى باقي دول الجوار، والتهام المزيد من الأرض العربية. ونوه السفير الليبي السابق في السعودية محمد القشاط، إلى إن وقوف القيادة المصرية مع ليبيا ضد الغزو التركي الذي يهدف للسيطرة على المنطقة ضرورة تفرضها النوازل التي تهدد أمن المنطقة، وأنه رد قوي ومساند لليبيا ضد الأطماع التركية، مشيرا إلى أنه من حق مصر ودول الجوار العربي أن تصد العدوان التركي البربري عن ليبيا. فيما أشار عضو اللجنة المركزية في جبهة النضال الوطني الليبي الدكتور عامر رحيل، إلى أن التدخل المصري واجب عربي وقومي وإسلامي لحماية ليبيا من الغزو العثماني البغيض، ودحر عدوان أردوغان ومرتزقته. ويرى ضرورة الدعوة إلى قمة عربية عاجلة لتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك في ظل التغول الاستعماري التركي الذي يستهدف الجميع لنهب المقدرات والثروات، ولا أحد بمنأى عنه.