يعود الزمن بالزائر لمدينة الرياض 574 عامًا حيث المواقع الأثرية الضاربة في عمق التاريخ ومن أبرزها “الدرعية” التي تأسست عام 1446م لتطل برأسها على وادي حنيفة، وتحتضن على ترابها معالم عريقة مثل : منطقة البجيري التاريخية، ومنطقة سمحان، و”حي الطريف” الذي وُصف بأنه من أكبر المدن الطينية في العالم، ومن المعالم السياحية الشامخة غرب مدينة الرياض.
ولم يعد “حي الطريف” يسكن حدود ذاكرة المجتمع السعودي بل ذاع صيته في العالم بعد تسجيله في قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2010م لينضم إلى خمسة مواقع سعودية مسجلة في المنظمة، فهو نافذة تاريخية لزائري الرياض للاطلاع على أطلال الدولة السعودية، والتعرف على أمجادها في واقع يُحاكي ما حدث في زمن الدرعية القديم.
وخلال فترة ازدهار الدرعية كعاصمة للدولة السعودية الأولى كان حي الطريف التاريخي مقراً لحكم الدولة، ويضم الحي حالياً عدداً من المتاحف أبرزها متحف الدرعية الذي يقدم عرضاً لتاريخ وتطور الدولة السعودية الأولى من خلال الأعمال الفنية والرسومات والنماذج والأفلام الوثائقية ومتحف الخيل العربي والمتحف الحربي، وجامع الإمام محمد بن سعود “الجامع الكبير”، وكان أئمة الدولة يؤمّون الناس فيه لصلاة الجمعة.
ويتميز حي الطريف بآلاف الأمتار المربعة من المساحات الخضراء، وبظل آلاف الأشجار المحلية وأشجار النخيل المميزة التي تنتشر على ضفاف وادي حنيفة، وبممرات وأرصفة مصممة بطرق عصرية تساعد على المشي.
ويقع على مرمى حجر من حي الطريف على الضفة الأخرى من وادي حنيفة “حي البجيري” التاريخي المعروف تاريخيًا بنشر العلم، ويتميز حالياً بمراكزه التجارية، والمقاهي، وأماكن التنزه المفتوحة، ويخضع الحي حالياً لأعمال تطويريه ضمن مشروع تطويري ضخم يهدف إلى جعل الدرعية أيقونة تاريخية وثقافية وسياحية وأحد أهم أماكن التجمع في العالم.
وتُشرف على الدرعية أيقونة التاريخ السعودي هيئة تطوير بوابة الدرعية التي تأسست عام 2017م، وتعمل الهيئة على تطويرها لاستقبال الزوار مستقبلاً، بالإضافة إلى القيام بمشاريع متعددة أهمها مشروع “بوابة الدرعية” الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في شهر نوفمبر عام 2019م.