البلاد – رضا سلامة
جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط دعوته إلى الحفاظ على سيادة واستقلال ليبيا، ورفضه المخططات التي تحاك من قبل قوى خارجية لتقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ خدمة لمطامعها، في إشارة إلى تركيا التي تدعم مليشيات الوفاق طمعا في نفط وغاز ليبيا.
وقال خلال كلمة أمام اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب عبر الفيديو “كونفرانس” أمس (الثلاثاء)، لمناقشة الأوضاع في ليبيا، والذي دعت إليه مصر في ظل تفاقم الأوضاع في البلد الشقيق والجار وتهديد ذلك لأمنها القومي، على أن “أية ترتيبات لوقف إطلاق النار لن تنجح أو تصمد طويلا على الأرض ما لم تكن مصحوبة بالتزامات وأحكام واضحة لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد، وتفكيك وتسريح الميليشيات المسلحة التي تعمل كلها خارج سلطة الدولة، والحيلولة دون استمرار التدخلات العسكرية الأجنبية التي لا تهدف إلا لتحقيق أطماع ومصالح القائمين عليها”.
وأعلن أبو الغيط رفض المخططات محلية كانت أم أجنبية لتقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ وإحداث شرخ دائم في النسيج المجتمعي، وأدان كافة أشكال التدخلات العسكرية الأجنبية في ليبيا، مؤكدا أن قرارات مجلس الجامعة واضحة فيما يخص التدخلات الإقليمية الأوسع في الشؤون الداخلية للدول العربية، في إشارة أيضا لتدخلات تركيا في سوريا والعراق، مشددا على أنه “لا سبيل سوى الحل السياسي الشامل لتسوية الأزمة الليبية بكافة جوانبها، وبشكل يعالج جذور الأسباب التي ساهمت في إذكاء الصراع وتعميق الخلاف، وذلك عبر عملية سياسية جامعة، بمساراتها الأمنية والسياسية والاقتصادية، تحت الرعاية الأصيلة للأمم المتحدة”، معلنا الرفض المطلق لأية حلول عسكرية للوضع الليبي.
وبالتزامن، دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في افتتاح اجتماع وزراء خارجية روسيا والهند والصين أمس، لوقف فوري لإطلاق النار في ليبيا مشددا على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في ليبيا، مؤكدا على أن استخدام إمكانيات الدول في لعب دور مهم في تحقيق الاستقرار في الشؤون العالمية.
وبينما يتفق العالم على أن الأزمة في ليبيا تكمن في التدخل التركي ودور المرتزقة والميليشيات، اعترف وزير الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، غير المعترف بها من البرلمان الشرعي، فتحي باشاغا، برعاية الوفاق للميليشيات، فيما شدد الرئيس التونسي، قيس سعيّد، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أهمية إبعاد حكومة الوفاق وإحلال مكانها أخرى تنبع شرعيتها من إرادة الشعب لتحافظ على وحدة ليبيا.