البلاد – مها العواودة- محمد عمر – عمر رأفت- هاشم آل الهاشم
أشاد وزيران يمنيان وخبراء عرب بجهود المملكة العربية السعودية المتواصلة والصادقة من أجل الحفاظ على أمن واستقرار اليمن وإحلال السلام فيه،مشيرين إلى أن المقترح السعودي الجديد يهدف إلى رأب الصدع بين الأشقاء، وتحقيق الوحدة الوطنية بين معسكر الشرعية وداخل الدولة اليمنية لمواجهة الخطر المشترك المتمثل في المشروع التخريبي الحوثي الإيراني، الذي خلف خرابًا ودمارًا في اليمن على مدى سنوات.
وأكد وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور أحمد عطية أن الحكومة الشرعية اليمنية تثق جيدًا في كل الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها المملكة للدفع بتنفيذ اتفاق الرياض، والذي يمثل باكورة أمل لليمنيين للخروج من خلافاتهم، وتوحيد جهودهم في إطار الدولة الواحدة، ومن ثم رص الصفوف لدحر الانقلاب الحوثي وتطهير ما تبقى من التراب اليمني.
وأشار إلى أن الجهود التي تقوم بها السعودية هي جهود جبارة لرأب الصدع الذي طرأ داخل الصف الوطني، وهي امتداد للدور الكبير الذي تقوم به باعتبارها تقود التحالف العربي لاستعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب.
وأضاف : “اتفاق الرياض آخر فرصة لنا للخروج من النزاعات الداخلية، وعلينا توحيد الصف في وجه العدو الحقيقي وهو عميل إيران الذي يعيث في اليمن خراباً وفساداً منذ ست سنوات”.
كما أشاد الوزير اليمني بسعي وحرص القيادة السعودية من أجل أن يبقى اليمن قويا يسود فيه الأمن والأمان، حيث كان للمملكة دور كبير في المبادرة الخليجية التي أطفأت حربا أهلية كان فتيلها بدأ بالاشتعال، واليوم تقود التحالف العربي للوقوف بجانب اليمنيين حتى تحرير كامل التراب اليمني ويتحقق الأمن والاستقرار في ربوع الوطن، إضافة إلى وقوفها مع اليمن في كل المنعطفات والمراحل سندا وظهرا حاميا، وداعما صادقا للشعب اليمني.
من جانبه، رحب وزير البيئة والمياه اليمني الدكتور عزي هبة الله الشريم بالمقترح السعودي، مؤكدًا أن المواقف والجهود التي تقوم بها قيادة المملكة من أجل اليمن تعد نابعة من عمق الحرص والمحبة بين الأشقاء، وأن كل تلك الجهود المخلصة والمواقف الأخوية العظيمة والنبيلة تصب جميعها في بوتقة الصالح العام لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن واستعادة دولته.
وأكد الوزير اليمني أن ما تقوم به المملكة تجاه اليمن على كافة المستويات والأصعدة، والجهود الدؤوبة التي تقوم بها قيادة المملكة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- ، تعتبر من أهم الأولويات السعودية.
استقرار اليمن أولوية إنسانية
وقال هاني سليمان المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث إن المقترح السعودي الجديد يحمل خطوات متقدمة ومشجعة للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، في ضوء تناوله قضايا أساسية من شأن الاتفاق عليها تحريك الماء الراكد وتوحيد صف الشرعية، من خلال وقف التصعيد والقتال في أبين، وإلغاء المجلس الانتقالي للإدارة الذاتية، علاوة على تعيين الرئيس اليمني لمحافظ ومدير أمن في عدن، ثم تشكيل حكومة يمنية جديدة بعد إعادة انتشار قوات الطرفين، كل ذلك بهدف إنهاء المواجهات في جنوب اليمن، وحشد جهود الشرعية لمواجهة الخطر المشترك المتمثل في المشروع الحوثي الإيراني.
وأضاف أن المبادرة تؤكد تواصل جهود المملكة لاستقرار اليمن باعتباره أولوية إنسانية قبل أن يكون مسألة أمن قومي وجيواستراتيجي، حيث سبق للمملكة رعاية اتفاق الرياض بين الأشقاء في اليمن، ونظمت مؤخرًا مؤتمر المانحين لليمن الذي نجح في جمع مساهمات إغاثية وإنسانية تجاوزت 1.35 مليار دولار، كما قدمت المملكة خلال السنوات القليلة الماضية أكثر من 17 مليار دولار دعمًا لليمن.
المخرج الوحيد
وشدد وضاح اليمن عبدالقادر المحلل السياسي اليمني على أن تنفيذ المقترح السعودي ضرورة لتطبيق اتفاق الرياض الذي هو المخرج الوحيد لليمنيين وآخر أمل لإنهاء حالة الفرقة والتشاحن والمواجهة بين طرفي الشرعية.
وحذر من أن محاولة عرقلة المقترح أو اتفاق الرياض تصب في صالح الميليشيا الحوثية والمشروع التخريبي الإيراني القطري التركي في اليمن، الذي صار واضح المعالم والتوجهات.
عدا الميليشيا
وقال محمود الطاهر المحلل السياسي اليمني بأن المقترح يمثل فرصة قد تكون أخيرة لتوحيد صفوف اليمنيين ضد العدو الأوحد لهم والمنطقة وهو التمدد الإيراني، عبر الأدوات والأذرع ومنها الحوثيون.
وأوضح أن التأخير في تنفيذ اتفاق الرياض يمنح الحوثيين فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة التموضع والتجهيز لجرائم جديدة بحق اليمنيين.
وأكد أن المملكة تسعى لاستقرار اليمن، وهذا لا خلاف عليه، لكن لابد من أن يكون هناك شدة ولين مع كافة الأطراف في اليمن، عدا الميليشيا الحوثية التي لا ينفع معها اللين، حيث أنها جماعة وجدت لدمار اليمن والخليج.
محل ثقة وتقدير
وقال مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الإعلام اليمنية، أكرم توفيق، إن كافة الجهود التي تقوم بها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية محل تقدير كافة أبناء اليمن الشرفاء، وكذا القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، كون هذه الجهود تأتي من منطلق الحرص على رأب الصدع الداخلي بين المكونات المناهضة لمشروع إيران في اليمن، ولكونها أيضًا تعد ترجمة واقعية لاتفاق الرياض بكافة ملحقاته.
وعبر عن ثقة اليمنيين بالدور السعودي الصادق في إنهاء معاناتهم وإحلال السلام في عموم المحافظات المحررة واستنهاضها لاستكمال تحرير بقية المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيا الحوثية، ولا مناص من تحكيم لغة الحوار والتوافق لإنفاذ اتفاقية الرياض وترجمتها ميدانيًا، لمواجهة المخاطر المحدقة بالمواطن والمتمثلة في تربص العدو وتفشي الأمراض والأوبئة وتعطيل المصالح.
خارطة طريق
وأشاد المحلل السياسي اليمني أيمن باحمد بأن المملكة ورغم انشغالها بأزمة جائحة كورونا لم تغفل عن وضع حلول للمشاكل اليمنية، بحكم العلاقات الوثيقة وارتباط الشعبين السعودي واليمني تاريخيًا واجتماعيًا، حيث تعتبر المملكة هموم اليمن من همومها، لذا تقدمت بهذا المقترح المهم في هذا التوقيت الحساس.
وأكد أن المقترح السعودي بمثابة خارطة طريق شاملة كاملة، تراعي مطالب الطرفين في إطار وحدة صف الشرعية، كما أنها وضعت حلولًا لكافة الخطوات لتشكيل حكومة وطنية موحدة ترأب الصدع بين الأشقاء اليمنيين وتحقن الدماء لمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجههما.
تفويت الفرصة
ورأى شكيب حبشي المحلل السياسي اليمني أن المقترح السعودي سيفوت الفرصة على ميليشيا الحوثي الإرهابية، التي استغلت الخلافات لتأجيج الأوضاع في اليمن من خلال الدخول على خط الصراع بين الطرفين المتنازعين في الجنوب.
وأكد أن الإعلان عن المقترح أعاد الآمال إلى الشارع اليمني باقتراب توقف المواجهات المسلحة في أبين، والعودة إلى تنفيذ “اتفاق الرياض”.
يمن موحد
وقال يحيى الشبرقي المحلل السياسي السعودي إن المملكة تريد يمنًا موحدًا لا ممزقًا، للتعامل مع حكومة مركزية واحدة لها سياسة واضحة واقتصاد موحد، وسعت عبر مؤتمرات مسقط والكويت والرياض، لحل مشكلة اليمن ورأب صدعه واعادته بلدًا موحدًا في جسمه العربي.
وأضاف أن المعركة في اليمن بين فريقين هما الحكومة الشرعية والميليشيا الحوثية الانقلابية، ذراع إيران في اليمن، ولا مجال للفرقة بين الأشقاء في جبهة الشرعية، وخلافات لا تخدم إلا أعداء اليمن والأمة العربية، واتفاق الرياض شكل أرضية مناسبة لتوحيد الصفوف.