جدة – ياسر بن يوسف
أكد عدد من الاقتصاديين أن تزامن العزل المنزلي وموسم الصيف يفرضان واقعا جديدا بالنسبة لأفراد المجتمع خصوصا فيما يتعلق بفواتير الكهرباء ، لافتين في الوقت نفسه أن الجلوس في المنزل لا يعني تشغيل كافة أجهزة التكييف وانما لا بد أن يتوافق وعي المستهلك بجائحة كورونا مع الوعي في المطلق لترشيد استهلاك الكهرباء حتى لا تأتي الفاتورة وهي تحمل رقما فلكيا مؤكدين أن جائحة كورونا لا بد أن تعوّد افراد المجتمع على الاقتصاد في كل آليات الحياة لأن هذا الظرف الاستثنائي يحتم ذلك .
وأضافوا في تصريحات لـ( البلاد ) أن شركة الكهرباء تعمل وفق منهجية للتخفيف على المشتركين حيث أنها سبق وان أعلنت عن تأجيل فصل الخدمة الكهربائية عن المشتركين بسبب عدم السداد لمدة شهر.
وطمأنت الشركة السعودية للكهرباء مشتركيها بأنها مستمرة في تقديم خدماتها بموثوقية عالية وفق أعلى معايير الجودة وأن فرق خدمات الطوارئ بالشركة تعمل على مدار الساعة، مؤكدة جاهزيتها للتعامل مع أي حالة اشتباه بالإصابة بفيروس كورونا.
وحول هذه القضية تحدث عضو جمعية الاقتصاد السعودية الدكتور عصام مصطفى خليفة قائلا: ارتفاع فاتورة الكهرباء مع حلول الصيف والعزل المنزلي يتطلبان آلية للترشيد وان يكون رب الاسرة قدوة لافراد اسرته لترشيد استخدام روافد الكهرباء في المنزل
خصوصا وان فاتورة الكهرباء أصبحت تشكل هاجسا كبيراً للأسرة السعودية وليس هناك حل امام هذه الأسر إلا بالوعي في ترشيد الاستهلاك وذلك يكون بعدة طرق منها : تثبيت سعر الفاتورة بحيث يتم دفع مبلغ ثابت شهريا خلال فترة العام، أو استخدام طرق ترشيد استهلاك الكهرباء ومنها إطفاء الإنارة في الغرف غير المستخدمة، وضبط درجة حرارة أجهزة التكييف على 25 درجة مئوية، وإغلاق النوافذ والأبواب عند تشغيلها، لمنع دخول الهواء الحار إلى داخل الغرف، واسدال الستائر لمنع دخول الحرارة الخارجية، وتنظيف فلاتر التكييف بشكل دوري لتسهيل مرور الهواء عبر الفلاتر مما يؤدي إلى تخفيض استهلاك الطاقة، وعند شراء أجهزة كهربائية جديدة يتم اختيار الأجهزة التي تعمل بكفاءة وتوفر من استهلاك الكهرباء، و تجنّب استخدام السخان الكهربائي في فصل الصيف.
ترشيد الاستهلاك
من جانبه أوضح المستشار المالي و الاقتصادي الدكتور حسين محمد العطاس بقوله في ظل ازمة كورونا والعزل المنزلي فإن الحيثيات تدعو ان يعي جمع المشتركين ان الترشيد هو ” المخرج ” الحقيقي لتفادي ارتفاع الفواتير وفي كل الاحوال عملت شركة الكهرباء نظام الفاتورة الثابتة للمشتركين وهذا النظام طبق مسبقا من البعض واستطاع هذا النظام السيطرة على الفاتورة و اعتقد أن هذا الطريقة جيدة للاخذ بها و بالذات في هذه الظروف و مع حرارة الاجواء و بدء البعض الاشتراك في هذه الخدمة التي مهما كان استهلاك الكهرباء من قبل المشترك فإن الفاتورة تصدر بمبلغ ثابت ولا ننسى دعم الدولة الكبير للقطاع الصناعي و التجاري في فاتورة الكهرباء وعلى كل حال انصح المواطنين بالاشتراك في نظام الفاتورة الثابتة في ظل الظروف الحالية.
دعم الدولة
واتفق معه عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عبدالله احمد المغلوث بقوله: إنه من خلال ازمة كورونا وجلوس الاسر في منازلهم واستقبالهم للتعليمات الوقائية والاحترازية لتفادي الاصابة بفيروس كورونا ، زادت فاتورة الكهرباء والآن وبدخول موسم الصيف بدأت الفواتير تزداد وتجعل الاسرة في هاجس وهذا لم يكن في الحسبان ولم يكن هناك تخطيط مسبق لان الجائحة جاءت وأثرت على العالم وعلى اقتصادياته وأسهمت في تراجع في فرص العمل الا انه ولله الحمد في المملكة اصبح هناك دعم من الدولة لموظفي القطاع الخاص لتجاوز تلك الازمة ،لذا ارى ان الاشتراك في الفاتورة الثابتة امر حتمي كما انه يتوجب على المستهلكين ترشيد الكهرباء بقدر الامكان في هذا الظرف الاإستثنائي حتى ترحل الجائحة عن كاهل العالم اجمع.
ظرف استثنائي
ومن جانبه قال استاذ ادارة الاعمال والتسويق الدولي والاقتصادي الدكتور حبيب الله محمد التركستاني نعم الجميع يشتكي من زيادة القيمة للفواتير والاستهلاك الالزامي بسبب العزل والبقاء في المنازل وتشغيل المكيفات في المنزل.
وأضاف التركستاني لذلك انا ارى ان تعي الاسر اهمية الترشيد خصوصا ونحن نعيش في فصل الصيف المعروف بارتفاع درجة الحرارة.
تغيير العادات
أما المستشار الاقتصادي الدكتور المهندس عادل الصحفي فقال لا بد من اطلاق حملة للوعي بترشيد الكهرباء متزامنة مع انطلاق موسم الصيف لأن البقاء في المنازل يحتم تشغيل المكيفات بصورة مستمرة لذا يجب ان يعي المستهلك ان الترشيد او الاشتراك في الفاتورة الثابتة بمثابة الخلاص من الفواتير المتضخمة وبصراحة فإن جائحة كورونا غيرت الكثير من العادات المتمثلة في الصرف البذخي كما انها عودت الناس على الاهتمام بالصحة وتزامنا مع ذلك يجب ان يلتفت المستهلك الى مسألة ترشيد الكهرباء طالما ان هذه الجائحة مستمرة وطالما ان هناك عزل منزلي.