جدة ـ صبحي الحداد
ثمة أسئلة ضبابية تنطلق من منصة الحيرة فيما اذا كان المدخنون لديهم مناعة ضدالإصابة بكورونا خصوصا بعد ان انتشرت دراسة فرنسية صادمة تقول ان التدخين يحمي من كورونا، حيث قام مجموعة من الاطباء في احد مستشفيات باريس بجمع ٥٠٠ مصاب بالفيروس لمعرفة تأثير مادة ‘النيكوتين’ على الفيروس ، ووجدوا ان ٨٠٪ من المدخنين قد تعافوا من الفيروس ، حيث قالوا بأن المادة الموجودة في السجائر تحَد من انتشار الفيروس وتتصدى له. كما توصلت الدراسة الى ان المدخنين اقل عرضة للفيروس من غير المدخنين، لكن الخبراء طالبوا بتوخي الحذر وقالوا ان التدخين عادة تؤدي للإدمان..وان الدراسة تنتظر الضوء الاخضر من وزارة الصحة الفرنسية لإجراء التجارب السريرية. غير أن موقع منظمة الصحة العالمية فند ما جاء في الدراسة الفرنسية وأكد أن التدخين يزيد من مخاطر المضاعفات عند الاصابة بفيروس كورونا. ولا صحة لما يتداول من ان التدخين يقاوم الفيروس، لافتة إلى أن التدخين يضعف مناعة الجهاز التنفسى . ومعلوم ان رئة المدخن اقل كفاءة. والمدخنون اكثر عرضة للسرطان ومشاكل صحية عديدة.
‘البلاد’ حاورت الدكتور أشرف عبد القيوم أمير استشاري طب الاسرة بجدة ، حول التدخين ومضاعفاته ومشاكله فأوضح أن الدراسة الفرنسية ليست ذات مصداقية ولعلنا ونحن نراقب ما يحدث على الساحة الدولية نجد اننا وبلا شك قد استفدنا من التجربة الثرية للصين وبعض الدول الأوروبية التى اجتاحها الوباء وتفشى بها ليهز نظامها الصحي العتيد ويعطل أمكانياته ، بل ويشل قدراته الهائلة ويستنزف مقدراته ، فبعد هذه التجربة الموجعة أطلعت لينا الأبحاث ، لتظهر لنا حقيقة الارتباط بين العديد من المشاكل الصحية وخطر الاصابة بفيروس كورونا المستجد، ولعل من أهمها ما طالعتنا به العديد من الدراسات الصينية والأوروبية والتى أوضحت الارتباط الوثيق بين تدخين التبغ وخطر الإصابة بالكورونا وتفاقم المضاعفات لتصل الوفاة.
الخلايا المناعية
وعن أثر النيكوتين على الخلايا المناعية قال: يعمد النيكوتين الى تخفيض الخلايا المناعية وتنشيط افراز الكورتيزون والكاتيكولامين المؤدية الى تثبيط الجهاز المناعي المسؤول عن مواجهة العدوي الفيروسية وتتضاعف ظهور الأعراض الحادة لدى المدخن بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد الى 1.4 ضعف، وتزداد احتمالية تدهور الوضع الصحي للمدخن ودخوله للعناية المركزة الى 2.4 ضعف بالمقارنة بغير المدخن كما أن أثناء التدخين تلامس يد المدخن تلقائيا العين والأنف والفم ، مما تعرضه لخطر التقاط العدوى بملامسته للأسطح الملوثة بالفيروس.
مضاعفات خطيرة
وحول طبيعة المشكلات الصحية المرتبطة بالتدخين قال: إذا ألقينا نظرة فاحصة إلى طبيعة المشاكل الصحية الأخرى التي يعاني منها المدخن في مجتمعنا بغض النظر عن الأمراض التنفسية، نجد أن داء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليستيرول وأمراض القلب ، تتصدر القائمة ، وتأتي فى معظم الأحيان مجتمعة معا . وهذا مايجعلنا ندرج المدخن فى قائمة الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد بل وتعرضه للمضاعفات الخطيرة وحدوث الوفاة لا قدر الله . وبالبحث عن الدلائل الداعمة لهذه الحقيقة نجد أن أحد الدراسات فى الصين خلال فترة الجائحة بينت أن نسبة الوفاة تصل الى 13.2 % لمرضى القلب والجهاز الوعائي ، و 9.2% لدى مرضى السكري ، و8.4% لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم ،ويأتى التدخين ليضيف نسبة إضافية كلما اقترن بتلك الأمراض لترتفع به احتمالية الوفاة الى مستويات أعلى لا قدر الله.
أشد ضررا
وعما اذا كانت الشيشة أقل ضرراً كما يزعم البعض ، قال :من المؤسف أن نرى ان بعض أفراد المجتمع يلجأون الى الشيشة والمعّسل في اعتقاد منهم أنها أخف وطأة وأقل ضررا من السيجارة ، والحقيقة تقول إنها أشد ضررا وأكثر فتكاََ خاصة خلال مرحلة تفشى الوباء وانتشاره إضافة الى الضرر الذي يلحق بالجهاز التنفسى والقلب والأوعية الدموية ، نجد أن الشيشة وسيلة لنقل العديد من الأمراض المعدية مثل الفيروسات التنفسية والهيربس والسل الرئوي وجرثومة المعدة وعدوى “الأسبراجيلس” ، ولأن تدخين الشيشة يمارس في طقوس اجتماعية فهو يلغي مبدأ التباعد الاجتماعي الذي يعتبر أحد أساسيات الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
ويتضح لنا جلياََ، أن التدخين والإصابة بفيروس كورنا المستجد هما مزيج قاتل وتحالف مدمر ،وأن الإقلاع الفوري عن التدخين يقلل بإذن الله خطر الإصابة والمضاعفات والوفاة الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد.