أظهرت دراسة جديدة أن حوالي 1 من كل 5 أشخاص في جميع أنحاء العالم يعانون من حالات كامنة تعرضهم لخطر الإصابة بـ “كوفيد-19” الشديد إذا أصيبوا بفيروس كورونا، ويصل الرقم هذا إلى نحو 1.7 مليار شخص في جميع أنحاء العالم.
ووجدت الدراسات أن حالات المرض الكامنة والعمر والفقر، كلها عوامل يمكن أن تسبب مرضا أكثر حدة. وعلى سبيل المثال، أفاد باحثون يوم 15 يونيو في مجلة Morbidity and Mortality Weekly، بأن معدلات دخول المستشفيات بسبب “كوفيد-19” أعلى بست مرات، ومعدلات الوفيات كانت أعلى بـ 12 مرة لدى مرضى “كوفيد-19” في الولايات المتحدة، الذين يعانون من حالات كامنة، وأكثرها شيوعا أمراض القلب والسكري وأمراض الرئة المزمنة.
والآن، ركزت مجموعة من الباحثين تحديدا على كيفية تأثير الحالات المرضية الكامنة على نتائج الإصابة بالفيروس، بالنسبة لسكان العالم.
ولتقدير خطر الإصابة بأمراض شديدة، قام الباحثون بتحليل العديد من مجموعات البيانات، بما في ذلك بيانات من 188 دولة أُبلغ عنها في دراسة عام 2017 التي حللت العبء العالمي للأمراض والإصابات وعوامل الخطر، والبيانات من تقديرات الأمم المتحدة لعام 2020، وفقا للتقرير.
وباستخدام المبادئ التوجيهية من منظمة الصحة العالمية والوكالات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، قام المعدون بتجميع الحالات الكامنة التي أثرت أكثر على خطر “كوفيد-19” الشديد، في 11 فئة: أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكلى المزمنة، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، وأمراض الكبد المزمنة، ومرض السكري، والسرطانات مع تثبيط المناعة المباشرة (قمع الاستجابة المناعية للجسم بسبب السرطان)، والسرطانات دون كبت المناعة المباشر ولكن مع احتمال وقف المناعة بسبب العلاج، وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، والسل والاضطرابات العصبية المزمنة واضطرابات الخلايا المنجلية.
ووجدوا أن نحو 22٪ من سكان العالم يعانون من حالة كامنة واحدة على الأقل، تعرضهم لخطر الإصابة بـ “كوفيد-19” الشديد. وأبلغ أقل من 5٪ من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عاما عن هذه الحالات الكامنة؛ ووجد الباحثون أن هذا الرقم قفز إلى أكثر من 66٪ مقارنة بأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاما.
ويقدر أن 1 من كل 25 شخصا، أو 349 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، معرضون لخطر الإصابة بـ “كوفيد-19” الشديد، مع الحاجة إلى دخول المستشفى إذا أصيبوا، وفقا للنتائج.
ووجد الباحثون أن الخطر يزداد مع تقدم العمر: فأقل من 1٪ من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عاما، وزهاء 20٪ من هؤلاء الذين يبلغون من العمر 70 عاما وأكثر، يحتاجون إلى دخول المستشفى.
واكتشف فريق البحث أن خطر الإصابة بالعدوى الحادة كان الأعلى في البلدان ذات السكان المسنين، والدول الإفريقية ذات معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، والجزر الصغيرة التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بالسكري، وفقا للتقرير.
وكتب الباحثون الذين لم يشاركوا في الدراسة، في تعليق مرافق، أن “قوة” النموذج تكمن في إمكانية تعديله مع ظهور بيانات جديدة، و”يسمح بالتصنيف الإضافي للمخاطر المطلوب بشدة لإبلاغ منهج دقيق للصحة العامة”.
ومع ذلك، حدد المعدون بعض القيود على نهجهم، بما في ذلك حقيقة أنهم لم يعتبروا العمر كعامل خطر مستقل في توقع شدة المرض. وبعبارة أخرى، لم يشملوا الأفراد الأكبر سنا الأصحاء الذين لا يعانون من حالات صحية كامنة، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
والأكثر من ذلك، فإن تقديراتهم لا تتضمن عوامل خطر بارزة أخرى مثل العرق والفقر والسمنة، وفقا للتقرير. وكتب المعدون في الدراسة: “تقديراتنا غير مؤكدة وتركز على الظروف الكامنة بدلا من عوامل الخطر الأخرى. ولكنها توفر نقطة بداية للنظر في عدد الأفراد الذين قد يحتاجون إلى الحماية أو التطعيم مع انتشار الوباء العالمي”.