لا تندهش من العنوان.. المقال محاولة للإجابة عن تساؤل يشغلنا دائما ..
ما سبب الحنين للماضي؟ وهل يمكن أن يكون هناك حنين للمستقبل! !
دعني أخبرك اسرار عن( إدمان الذكريات )
أولا : هناك سلة في أذهاننا اسمها (سلة المفقودات )أشياء كانت في يدك ثم تلاشت بمرور الزمن أحيانا تكون مادية وأخرى معنوية غير محسوسة، هذه السلة تمتلئ وتكبر بتناسب طردي مع الزمن.
فكلما طال عمرك افتقدت صفات كانت تميزك عن غيرك ، ابتداء من انعدام المسئولية في طفولتك البريئة والمليئة بالأمان مروراً بالحب الأول أو مكانة اجتماعية فُقدت أو توهج وشهرة أعقبها انطفاء وغمره.
ثانيا -أننا نشتاق للماضي لاننا لا نستطيع تغييره فقد وقع وانتهى ، بعكس المستقبل الذي يتطلب تخطيط وتنظيم معين.
من كان وسيما ونحيلا في شبابه يحتاج الآن إلى الامتناع عن تناول نوع معين من الطعام وممارسة مجهود بدني شاق وقد يصل أحيانا إلى تدخل جراحي للعودة للوضع السابق.
المرأة الجميلة التي كان يتسابق اليها الخطاب أصبحت بعد زواجها وتربية الابناء تبذل مجهوداً كبيرا حتى لا ينصرف عنها (فارس حياتها ) ويفكر في الارتباط بامرأة أخرى.
وهناك من يتغنى بجدهِ المليونير الذي لم يعرفه ولم يرث منه ريال واحد.
بل إن البعض يخبرك بأن أجمل أيام حياته هي أيام الدراسة بينما هي في واقع الأمر كانت أيام مريرة وصعبة.
إذن لكل واحد منا جنة خاصة به ووقوفه على الأطلال تكفّل الزمن بضياعها.
جدي وجدك كان لهم أطلال يقفون عليها وهكذا بالتوالي من أجدادنا إلى أن نصل إلى ابينا آدم وأمنا حواء.
السوال هنا -ماهي الأطلال والذكريات التي كان يقف عليها ابوانا؟
الأكيد انك عرفتها.. إنها الجنة التي كانوا ينعمون بها ثم خرجوا منها بعد وسوسة الشيطان لهما.
والرابط هنا بيننا وبين أبوينا هي الجنة فهي ماضيهم ومستقبلنا.
ألا تستحق الجنة أن تكون هي (الحنين للمستقبل ) إذا لا داعي للغرق في الماضي.
ولنأخذ من هذه الجملة طاقة نشحن بها أنفسنا كل يوم
أعيش حاضر جميل واحن للمستقبل ……إلى اللقاء.