كثّفت شركة تطوير لخدمات النقل التعليمي – الذراع التنفيذي لوزارة التعليم في مجال النقل المدرسي – جهودها خلال العام الدراسي المنصرم 1441هـ للارتقاء بقطاع النقل المدرسي وتجويد خدماته بهدف تعزيز معايير الأمن والسلامة والوصول لأقصى مستويات الراحة والأمان للطلاب والطالبات المستفيدين أثناء رحلاتهم المدرسية، ليكون القطاع رافداً ومسانداً مهماً في تكامل العملية التعليمية وتحقيق استدامتها، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 وتطلعات القيادة في تنمية قطاع التعليم بجميع مجالاته.
ونجحت وزارة التعليم عبر شركة تطوير لخدمات النقل التعليمي، بتوسيع خدمات النقل المدرسي وتطوير أدائها بشكل متميز في كافة مناطق ومدن وقرى وهجر المملكة، لا سيما بعد تطبيق الشركة منذ تأسيسها عام 1433هـ معايير عالمية ذات كفاءة وفاعلية عالية في توفير عوامل الأمن والسلامة والراحة للطلاب والطالبات، مما ضاعف وزاد حجم الطلب على هذه الخدمات من قبل أولياء الأمور، خاصة في السنوات الأخيرة، حتى وصل عدد المستفيدين خلال العام الدراسي 1441هـ إلى أكثر من 1,2 مليون طالب وطالبة ضمن مراحل التعليم العام، يتم نقلهم عبر أسطول ضخم يضم أكثر من 25 ألف حافلة ومركبة، وينفّذ يومياً ما يفوق عن الـ 50 ألف رحلة، يُغطي بها 18 ألف مدرسة.
يضاف إلى ذلك توفير الخدمة للطلاب والطالبات من ذوي الإعاقة، فقدّمت خدمة النقل المدرسي لنحو 30 ألف طالب وطالبة من ذوي الإعاقة، عبر أكثر من 3800 حافلة ومركبة، تنفّذ يومياً 7600 رحلة مدرسية، وتخدم 2000 مدرسة من جميع مناطق المملكة.
ونفّذ أسطول النقل المدرسي أكثر من 13 مليون رحلة مدرسية خلال العام الدراسي الماضي، قاطعاً بذلك نحو 570 مليون كم في سبيل إيصال الطلاب والطالبات يومياً إلى مدارسهم متخذًا شعار “نوصلهم لأحلامهم”، مما ساهم في تخفيف الازدحام عبر إزاحة 360 مليون رحلة لمركبات أولياء الأمور عن الطرق المرورية خلال العام الدراسي، موفرًّا أكثر من 6 ملايين لتر من الوقود.
تأتي هذه الأرقام بعد توقيع الشركة بداية العام الدراسي 1441هـ، 24 عقداً مع 8 من المتعهدين ما بين شركات ومستثمرين، لتنفيذ وتشغيل خدمات النقل المدرسي في جميع مناطق المملكة لمدة (4) أعوام متتالية، بدءاً من العام الدراسي 1441هـ، وحتى العام الدراسي 1444هـ، بحيث تشمل توفير الخدمة لـ 1,2 مليون طالب وطالبة من جميع مناطق المملكة، وتصنيع أكثر من 3100 حافلة جديدة مجهزة بأعلى مواصفات الأمن والسلامة، دخلت الخدمة لتدعم أسطول النقل المدرسي المتواجد على الأرض بأحدث تقنيات الأمن والسلامة.
واشتملت العقود الموقّعة شروطاً ومواصفات بمعايير عالية تضمّنت التزام المتعهدين بحداثة الحافلات، وتوفير السائقين المدربين على “القيادة الآمنة” وتعزيز آلية اختيارهم، حيث جرى تدريب أكثر من 20 ألف سائق حافلة، إضافة إلى تأمين كافة المعدات والأنظمة والتقنيات الحديثة لتقديم خدمة النقل المدرسي على الوجه الأكمل طوال العام الدراسي.
ولأن الشركة حريصة كل الحرص على سلامة الطلاب والطالبات وأمنهم خلال رحلاتهم المدرسية، استحدثت الشركة وبتوجيه من معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ إدارة خاصة بـ”الأمن والسلامة”، بهدف رفع مستوى الأمن والسلامة أثناء تقديم خدمة النقل المدرسي وتعزيز إجراءاتها وربطها بمعايير واضحة ودقيقة، ورسم السياسات والتشريعات الداعمة بالتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة.
وفي إطار الأمن والسلامة، ولضمان جودة خدمة النقل المدرسي، عملت الشركة أيضاً خلال العام الدراسي 1441هـ على تحديث أسطول النقل المدرسي بشكل عام، وإخضاع جميع الحافلات لعمليات الفحص والصيانة اللازمة، مع استبعاد المخالفة منها للشروط المحددة، حيث جرى في هذا الصدد تدريب 211 مراقباً ميدانياً على ضبط مستويات الأمن والسلامة في الخدمة، وقاموا بإجراء 50 ألف زيارة ميدانية للمدارس، إذ بلغ عدد الحافلات المفحوصة أكثر من 22 ألف حافلة.
و ركزت الشركة جهودها على تطوير البنية التقنية التي تساعد على إحكام المراقبة والمتابعة والرصد اللحظي، ومن ذلك بناء إستراتيجية تقنية “super” لدعم التحول الرقمي في قطاع النقل التعليمي، وإطلاق نظام المراقبة الآلية للحافلات والمركبات الذي يتيح التتبع المباشر لأكثر من 25 ألف حافلة ومركبة، بالإضافة إلى بناء الشركة قاعدة بيانات وإحداثيات أكثر من 30 ألف مدرسة بالمملكة، وتوفير عدد من المنتجات التقنية الأخرى مثل: تطبيق “المراقب” للتأكد من حالة الحافلات والتحقق من التزامها بالشروط المطلوبة، ونظام تخطيط البيانات التشغيلية.
وعملت الشركة بالشراكة مع وزارة التعليم على تسهيل وتبسيط إجراءات تسجيل الطلبة في خدمة النقل المدرسي عبر نظام “نور” الوزاري، كما وفرت الشركة 11 قناة لتحقيق التواصل والتفاعل مع المستفيدين من الخدمة، تم من خلالها استقبال وإنجاز أكثر من 130 ألف من العمليات، إضافة إلى التواصل مع المستفيدين لأكثر من 1876 ساعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما حرصت الشركة وبالتعاون والتكامل مع إدارات التعليم على تبني أنشطة وحملات وفعاليات توعوية حول أهمية الالتزام بتطبيق إجراءات الأمن والسلامة عند الاستفادة من خدمة النقل المدرسي، مثل تنظيم قافلة “رحلة السلامة” التي تنقّلت بين خمس مناطق وزارت عددًا من المدارس فيها، حيث تضمّنت القافلة أركانًا تثقيفية وترفيهية التي استهدفت زيادة مستويات الوعي بإجراءات الأمن والسلامة لدى الطلبة المستفيدين من النقل المدرسي، من خلال تنظيم الأنشطة التفاعلية المعتمدة على منهجية التعليم عبر الترفيه، إضافة إلى تنظيم الشركة العديد من ورش العمل المتخصصة، وإنتاج الأفلام الكرتونية القصيرة للتوعية بإجراءات الأمن والسلامة عند استخدام الحافلات المدرسية.