جدة – البلاد
أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة، أن التخفيضات الطوعية الأعمق لإنتاج النفط من الأعضاء الخليجيين في أوبك حققت الغرض منها ، وأنها كانت لشهر واحد فقط، مبينا أن السعودية وحلفاءها الخليجيين لا يعتزمون تمديد أجل هذه التخفيضات الطوعية حيث كانت تقتصر على شهر يونيو الحالي.
وشدد سموه خلال مؤتمر صحفي لأعضاء “أوبك+” أمس إلى أنه ينبغي توخي اليقظة حيال المخزونات، مؤكدا أن (أوبك+ ) بحاجة إلى لعب دور استباقي لإعادة التوازن في السوق ، مضيفا بأنه يرى علامات إيجابية تشير إلى عودة الطلب على النفط وازدهاره.
وارتفع النفط أمس عقب اتفاق كبار المنتجين على تمديد اتفاق خفض إنتاجي غير مسبوق حتى نهاية يوليو بدلا من يونيو الجاري ، ومع بلوغ واردات الصين من الخام أعلى مستوياتها على الإطلاق في مايو ، وشهد خام برنت ارتفاعا بنسبة 1.2% ليصل إلى 42.81 دولار للبرميل، في حين زاد الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 32 سنتا أو 0.8% ليسجل 39.87 دولار للبرميل.
وصعد برنت لمثليه تقريباً منذ اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاء آخرون – فيما يعرف بأوبك+ – في إبريل على تقليص المعروض 9.7 مليون برميل يومياً في مايو ويونيو لدعم الأسعار التي انهارت جراء أزمة فيروس كورونا.
ويوم السبت، اعلنت أوبك+ عزمها على تمديد الاتفاق القاضي بسحب نحو 10% من الإمدادات العالمية من السوق شهراً ثالثاً حتى نهاية يوليو.
ونجحت المملكة وحلفاؤها من دول الاتفاق الموسع يوم السبت الماضي في تمديد تخفيضات قياسية لإنتاج النفط حتى نهاية يوليو المقبل، أظهرت أسواق النفط العالمية تعافيا كبيرا فيما بدا أنه مشهد عنوانه العريض نجاح الرياض في إخراج الخام من كبوته التي تعرض لها في وقت سابق من العام الماضي.
ومع عودة الهدوء إلى أسواق النفط العالمية بدأت المملكة والمنتجون الآخرون في جني الثمار، إذ أشار تقرير لوكالة “بلومبيرغ” إلى أنها رفعت أسعار نفطها لشهر يوليو المقبل بأعلى وتيرة زيادة شهرية في أحدث إشارة على أن الأسوأ قد مضى دون رجعة بالنسبة لأكبر دولة مؤثرة في سوق النفط العالمية.
وأظهرت قائمة أسعار اطلعت عليها “بلومبيرغ” أن الزيادات التي قدمتها المملكة على أسعار خامها تجاوزت كافة الحسومات التي قدمتها إبان فترة انهيار أسعار الخام الأخيرة بسبب وفرة في المعروض آنذاك وانخفاض حاد في الطلب بفعل جائحة كورونا.
وقال التقرير “إن الزيادات التي تم تطبيقها ، تؤكد أن السعودية تستخدم كافة الأدوات لاستعادة توازن سوق النفط العالمية بعد أن انخفضت الأسعار للنطاق السالب في أبريل الماضي.. وباعتبارها محددا هاما لأسعار الخام بالشرق الأوسط فإن الزيادات في الأسعار الرسمية قد يتم تطبيقها من قبل منتجين آخرين”.