متابعات

الراحل النهاري علم بارز في مسيرة الصحافة والإعلام

جدة- ياسر بن يوسف – رانية الوجيه- صالح سالم

فقد الوسط الإعلامي والثقافي الدكتور عبد العزيز النهاري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز، الذي انتقل إلى رحمة الله، بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء قدم خلالها الكثير لوطنه ، فقد كان رحمه الله، علماً بارزاً خدم مهنة الصحافة طوال 40 عاماً. وشق نبأ رحيله على العديد من زملائه ومحبيه وطلابه ونعته وزارة الإعلام وهيئة الصحفيين السعوديين التي كان أحد مؤسسيها وعضو مجلس إدارتها في دورته الأولى.
وتميز الفقيد بعلاقاته الواسعة ومهارته الإعلامية وأخلاقياته العالية حيث كسب محبة الناس على مختلف مستوياتهم وله العديد من الإنتاج العلمي.

الفيصل يعزي أسرة الراحل النهاري

قدم مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، تعازيه لذوي الإعلامي والأكاديمي الدكتور عبدالعزيز النهاري الذي وافته المنية أمس الأول.
وسأل أمير منطقة مكة المكرمة ، الله تعالى، أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

الفقيد من أبرز الإعلاميين

الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي وزير التجارة، ووزير الإعلام المكلف عبر عن حزنه لرحيل النهاري في تغريدة على تويتر قال فيها:
فقدت الساحة الصحفية والإعلامية واحدًا من أبرز إعلامييها هو الدكتور عبدالعزيز النهاري، الأكاديمي ورئيس تحرير صحيفتي البلاد وعكاظ سابقاً.
أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أهله وذويه وقرائه ومحبيه، سائلًا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وسابغ مرضاته، وأن يسكنه فسيح جناته”.


إلى أبي في عليائه

أبي سلام على روحك الطاهرة وقد ودعتنا بمرارة تقطر دماً وبرحيل مر بطعم الحنظل، لم نعترض أبداً على رحيلك فنحن موحدون مؤمنون أن لكل أجل كتابا، لكن تلك هي حاجتنا لحبك وعطفك وحنانك، رحل وجهك الطاهر المبتسم دوماً عنا إلى الأبد، لكن ذكراك العطرة باقية ما بقينا، ولو كان البكاء سيعيدك إلينا لبكيتك دهري كله حتى ترجع. أبي ذلك هو الموت الذي أبدع في وصفه أحد الشعراء إذ شبهه بالسارق الخفي الذي يصول بلا كف ويسعى بلا رجل بيننا ليأخذ فجأة أحباءنا دون أن نشعر، فالموت كأس كلنا شاربوه يوماً ما لكن قليل منا من يتحمل ويقدر على فجاعته ومرارته التي تفوق الوصف سيما إذا خطف مناّ من نحبه.
ورغم اننا نفتقد حضورك الأبوي الطاغي بيننا وروحك الطيبة والنبل والشهامة وخفة الظل وكل القيم النبيلة الجميلة التي كنت تبثها فينا وأنت معنا، لكن عزاءنا الوحيد أنك الآن في موضع ومكان أرحب وأجمل بمشيئة الله، وكل زملائك وأصدقائك ورفاق مسيرتك الذين حملت معهم مسؤولية الكلمة وأمانة القلم قد بكوك دماً وملأوا الأسافير والصحف وهم يذكرون صفاتك الطيبة وأخلاقك النبيلة عندما كنت بينهم في مهنة الصحافة والتدريس الجامعي وغيرهما، فما أعظمها من شهادة على إنسانيتك الشفافة وأخلاقك السمحة.

أبي لن أنسى نصائحك وتربيتك الغالية لنا منذ نعومة أظافرنا جميعاً أخي محمد وأخواتي ولاء وآلاء وحياة وحنين والوالدة الغالية، كانت البسمة تعلو محياك وأنت قي أحلك وأصعب المواقف تبتسم هازئاً ساخراً من مصاعب ومحن الحياة ومنتصراً عليها بهذه الابتسامة، كنت تحثنا وتلزمنا على أداء صلاتنا في مواقيتها ولا تأخذك في ذلك لومة لائم، إلى أن شببنا ولله الحمد وقلوبنا عامرة بالإيمان والتقوى فلله درك.

خضت بكل القوة والثبات والصمود والصمت حربك مع المرض اللعين انتصرت عليه في معارك وخسرت معارك إلا أن تمكن منك المرض وانسحبت من هذه الفانية دون أن تؤميء لنا بإشارة الوداع. أبي إنها لوعة الفراق الأبدي بعد أن رحلت وتركتنا، الفراق الذي لا قبل لنا به ولا قوة لنا عليه، إنه قدر وقضاء الله ولا راد لقضائه، تركتنا ونحن في مسيس الحاجة إلى حبك إلى حنانك وإلى خلقك النبيل، لكن ثق تماماً أننا سنقتفي خطاك ونسير على دربك ونحمل رسالتك في الحياة ….رسالة الحب والخير لكل الناس والإنسانية والخلق القويم والطهر والصفاء والنقاء، فنم قرير العين هانيها، نعم نم يا أبي قرير العين مطمئناً فقد أصبحت أمام المولى عزّ وجلّ أعدل العادلين الذي لا يظلم عنده أحد فجل شأنه هو من حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده، وإلى جنات الخلد أبي الغالي.

د. جواهر بنت عبد العزيز النهاري ـ باحثة وكاتبة سعودية

صاحب رؤية ورسالة

قال الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام الأسبق:
الدكتور عبدالعزيز النهاري رجل كل تجاربه كفاح ونضال حمل معهما رسالة إنسانية آمن بها، عرفته بخلقه الحسن إنسانيته التي تمشي على الأرض، رجل مثال للشخص المثقف المطلع الهادئ الرزين، صاحب الرؤية والأفق الكبير، ترك ارثاً صحفيا واعلامياً في عدة صحف أبرزها البلاد رئيساً للتحرير لفترة طويلة، ونائباً لرئيس تحرير عكاظ ثم رئيساً مكلفاً للتحرير، وفي art وإذاعة جدة ووكالة الأنباء السعودية كانت له جولات ناجحة، إضافة لعمله الأكاديمي في الجامعة.
رحم الله فقيدنا الدكتور النهاري، والعزاء لأبنائه وذويه ومحبيه، ولصديقه التوأم الدكتور هاشم عبده هاشم.

 

أنموذج للمهنية

نعى الأستاذ إياد مدني وزير الثقافة والإعلام الأسبق النهاري بقوله:
رحم الله الدكتور عبد العزيز النهاري. فقد تزاملنا فى مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر ، وكان رحمه الله واحدا من الكفاءات البارزة التى اجتذبها الأخ الدكتور هاشم عبده هاشم، رئيس تحرير عكاظ آنذاك؛ وتحلقت حوله، مثل الإخوة سباعي عثمان وحامد عباس رحمهما الله، وعلي مدهش وقينان الغامدي وسعيد السريحي، وغيرهم ، وبهم دخلت عكاظ مرحلة جديدة من الرواج والسبق والتميز. وكان رحمه الله نموذجا للمهنية، والجلد على العمل والتعقل فى الأداء والفهم لدور الصحافة، ورسخت بنيته الأكاديمية المنهجية في العمل لديه، كما كان عالمه وخبزه وحياته وطموحه الإعلام رحمه الله”.

 

اشتهر بابتسامته وجمال عشرته

قال الإعلامي قينان الغامدي:
“تعرفت على الدكتور عبدالعزيز حينما كان رئيساً لتحرير جريدة البلاد وبحكم صداقته مع الدكتور هاشم عبده هاشم كان يزورنا في جريدة عكاظ وما لمسته منه في مسيرته الصحفية والإعلامية هي دماثة الأخلاق وحسن التعامل وكان الزملاء في (البلاد) يتحدثون عن حسن تعامله معهم وإدارته للعمل وفي لقائه الثاني في عكاظ عندما انتقل اليها كنائب لرئيس التحرير تزاملنا بها لمدة سنة ومن ثم انتقل إلى شبكة قنواتart مع الشيخ صالح كامل، رحمه الله، ومن ثم خلفته في رئاسة تحرير البلاد وكان دائم الحرص على التواصل كما كان الدكتور عبدالعزيز النهاري، رحمه الله، يشتهر بإبتسامته وجمال عشرته وإدارته المهنية التي اثبتها في البلاد وفي قنوات art .

 

كان صبورا مجتهدا

قال الإعلامي الزميل عدنان صعيدي:
ان الدكتور عبد العزيز النهاري كان صبورا مجتهدا وعاش بداية حياته العملية والتعليمية سنوات عجاف قاسيات حتى شاء الله له ان يلتحق بالعمل الصحفي بفضل استاذه وصديق عمره الدكتور هاشم عبده هاشم، والحقيقة ان الكثيرين وانا منهم لم نكن نعرف تلك السنوات العجاف لكني كنت استشعرها ربما من خلال بعض احاديثه عن حياته رغم انه مقل كثيرا في الحديث عن هذا الجانب.
“أخي الدكتور عبد العزيز النهاري اعلم انك لن تعرف ان ارثيك وحزنت كثيرا عندما وصلني خبر وفاتك وبصدق لا املك الا الترحم عليك ودموعا تستحقها زمالتك وصداقتك وابتسامتك التي تلقى بها الناس .. رحمك الله واسكنك فسيح جناته”.

تميز بمقالاته الساخرة الممتعة

قال الكاتب أحمد عدنان عن الراحل عبدالعزيز النهاري:
في مطلع الألفية الثانية انتقل الدكتور النهاري من منصبه في ART إلى منصب جديد هو نائب رئيس تحرير عكاظ، حينها، اجريت معه مقابلة صحافية في صحيفة المدينة – ملحق الرسالة على حلقتين. كانت المقابلة ساخنة جدا وحققت ردود أفعال صاخبة، لتشكل إضافة في مسيرتي المهنية المتواضعة، إذ تحدثنا في المقابلة عن مسيرته في عكاظ / البلاد / ART وعودته الى عكاظ مجددا، متطرقين الى كل المعارك التي خاضها وكل الجدل الذي اثير حوله. تميز الدكتور النهاري بمقالاته الساخرة الممتعة في صحيفة عكاظ، وحين تولى رئاسة التحرير بالتكليف فيما بعد حقق ارقاما طيبة. قبل عامين وجدته في تويتر فتابعته على الفور فأكرمني برسالة في ١٠ مايو ٢٠١٨ اخجلتني بما فيها من تواضع وإشادة بشخصي الضعيف، وجددت تواصلا لم يدم، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

فقدنا عزيزا غاليا

تحدث الأستاذ علي مدهش نائب رئيس تحرير عكاظ السابق عن الفقيد بقوله:
الدكتور عبدالعزيز النهاري، رحمه الله، أخ عزيز وغال خسرنا أخوته المشعة ودا ولطفا.. حسن المعشر رفيع الخلق هادئ الطبع ثمين الوفاء بهي الطالع لا يحمل في نفسه حقداً ، خسره الإعلام السعودي الذي دخله من بوابة الصحافة جميعا وخسرناه زميلا وصديقا” .

 

ملك قلوب الكثيرين

الكاتب بصحيفة عكاظ خالد السليمان وصف النهاري بقوله:
” للفقيد ميزة أجمع عليها كل من عرفوه وهي حسن الخلق والتواضع في التعامل والمهنية في عمله، لذلك ملك قلوب الكثيرين واحترامهم ، وشخصيا أدين له بإلتزامه بمبدأ حرية التعبير في علاقته معي ككاتب إبان رئاسته لتحرير عكاظ ، وقد فاجئني عند توليه مسؤولية التحرير بنقل زاويتي اليومية إلى الصفحة الأخيرة وكان هذا تقديرا لقلمي لن أنساه له. فقده عظيم على النفس وذكراه ستبقى خالدة في وجدان وتاريخ الإعلام السعودي .

 

سعى للجمع وليس التفريق

قال الكاتب عبده خال ناعياً الراحل النهاري:
الفقد أداة باترة، لا تترك في داخلك إلا الحسرة.
كارثة الموت ليس لها دفع، وعندما تحدث لا تملك الا الذكريات.
رحم الله الدكتور عبدالعزيز النهاري. كان دمثا خلوقا يسعى للجمع وليس للتفريق، وأحدث تقاربا بين المحررين ابان رئاسته لجريدة عكاظ. والمواقف التي تجاذبناها كثيرة ولو بسطت القول فلن تكفي صفحة الجريدة احتواءها. الذكريات تصبح نتفا من أخبار، وذكرها منفلتة من سياقها يضر بتلك الذكريات.
هي حياة فكيف يمكن اختصارها في حالة كهذه؟
حياة الأفراد حياتنا علينا المحافظة عليها كما كانت، ولا أحد يقدر مامر بك من علاقات صداقة الا أنت، وذكراها لا يحيط بعمقها أو سطحتها الا أنت. رحل عبدالعزيز متخليا عن الالقاب وعن الذكريات وعن المناصب والتحف بالتراب إلا انه باقٍ فينا فوق التراب ..في ذاكرتنا والندم على الفقد لا بد من محاربته بابقاء الفقيد حيا في أعماقنا. رحم الله عبدالعزيز نهاري

إنسانية متناهية

عبر الإعلامي ابراهيم عقيلي معدداً مناقب الفقيد النهاري بقوله:
فقيدنا الدكتور عبدالعزيز النهاري ألم رحيله يحرق الجميع فقد بدا الحزن على محبيه فلم يكن رئيساً نعمل معه بل إنساناً، لا يجرح ولا يثور.. لا يحقد ولا يغدر ولازلت أذكر كثيراً من عطاياه الخيرة فقد اعتاد، رحمه الله، حينما كان رئيساً لتحرير عكاظ أن يقيم مأدبة غداء أسبوعية يلتف حولها عدد من المحتاجين.. ويحرص على تقديمها بنفسه فقد كان، رحمه الله أنموذجا إنسانيا فريدا لا يعرف سوى أن يحب، عائلته وأصدقاءه وزملاءه.
وأما بالنسبة لي، فقد كان أباً موجهاً، مرة بنصيحة صادقة ومرة يحثني على معروف ومرة بمشورة من القلب ولازلت أذكر حينما قال لي، “أحب أن أنام رامياً خلفي كل حقد وكراهية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *