بداية، شاهدنا تغريدة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بمناسبة عيد الفطر السعيد، التي جاء فبها: (نرى الأمل في قادم أيامنا، متحلين بالعزم والإيجابية؛ لنتجاوز كل بلاء، ونسأل الله أن يعيده علينا وعلى العالم أجمع ونحن أعز شأناً وأحسن حالاً.. وكل عام وأنتم بخير). كلمات فيها كل معاني التفاؤل والأمل الجميل المشرق للوطن الغالي والامة السعودية بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
كما احب ان أشير الى ماجاء في خطبة الجمعة الأخيرة لشهر رمضان الماضي بالمسجد النبوي الشريف والتي ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي، قال فيها: إن المسلم قد يصيبه شيء من البلاء والوباء فإذا حمد الله احتسب المصيبة وآمن بالقضاء والقدر أعظم الله الأجر وعوضه خيراً قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).
وأضاف فضيلته، قائلا: في ظل الضنك الشديد، يقبل لطف الله الخفي وتغمر سحائب رحمته الأرض، يحفظ به البلاد من وباء يفتك ويحصن العباد من مرض مهلك ويرفع الغمة عن الأمة فكان أثر الوباء في البلاد يسيراً فهو مما سيجعل العيد من أجمل الأعياد، فاللباس الجديد في هذا العيد هو لباس التقوى والصحة، والمركب الوثير هو الأمن والأمان، والنزهة والفسحة هي استنشاق عبق الهواء النقي من الوباء والفرحة باجتماع الأسرة والأقارب والجيران هي تقلبهم في العافية وفي الصحة يتنعمون (انتهى).
نعم، ونحن في فترة الجائحة الكونية التي اصابت الجميع، كلنا كان مسئولا، عن تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية و التباعد الاجتماعي والبقاء في البيت، والتي اوصت بها الجهات المختصة، وكان هدفها المحافظة على صحة الفرد وصحة المجتمع. ولقد ذكر وزير الصحة السعودي في خطابة المتلفز في اليوم الثاني من ايام عيد الفطر: إن ما قامت به السعودية من استعدادات منذ الإعلان عن الجائحة، والامتثال الذي وجدناه من المواطنين والمقيمين للإجراءات الاحترازية، كان لهما أثر كبير في انخفاض نِسَب الوفيات التي تعتبر من الأقل في العالم. وأضاف قائلا: انه يشكر ويقدر للمواطنين والمقيمين التزامهم ووعيهم واتباعهم إرشادات التباعد الاجتماعي، مما ساعدنا على أن نكون أكثر جاهزية للتعامل مع الجائحة باستراتيجية طويلة المدى.
ومن وجهة نظري، لقد كانت الإجراءات الاحترازية التي قامت بها الحكومة السعودية خلال فترة الجائحة (مقارنة بالعديد من حكومات دول العالم)، كانت اجراءات مثالية جدا وصارمة وقوية هدفها الأول صحة الانسان والوقوف ضد انتشار الجائحة في المجتمع السعودي. وفي هذا الشأن ذكر وزير الصحة: إن الدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد للقطاع الصحي، جعل القدرات الصحية والجاهزية في أفضل مستوياتها. وما تم اتخاذه من احترازات مبكرة أعطانا الفرصة للسيطرة على وتيرة انتشار فيروس كورونا المستجد، والاستعداد له، ونشر الثقافة والوعي في المجتمع.
باختصار، كنت ومازلت متفائلا بزوال هذه الجائحة الكونية قريبا بإذن الله (كما ذكرته في مقالاتي السابقة بشان كورونا). لابد أن ندرك ان ما وصلنا اليه من أرقام ونتائج في زيادة إعداد المتعافين وانخفاض عدد الوفيات (رحمهم الله)، كانت بفضل الله عز وجل، ومتابعة كريمة من قيادة الوطن الغالي ونتيجة للتكاتف الكبير بين كل الجهات المعنية وتعاون كل شرائح المجتمع السعودي دون استثناء. قال تعالي: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) .
استشاري العدوى والمناعة
مستشفى مدينة الحجاج بالمدينة المنورة
drimat2006@hotmail.com
