الرياض – البلاد
قال وزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلّف محمد بن عبدالله الجدعان إن تحويل 150 مليار ريال، أو نحو 40 مليار دولار، من الاحتياطيات الأجنبية لدى مؤسسة النقد العربي السعودي إلى صندوق الاستثمارات العامة سيوفر السيولة بالدولار للصندوق البالغة قيمة أصوله 325 مليار دولار.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن ستعزز خطته بمواصلة الاستثمار في الأسواق العالمية، سواء من الناحية التكتيكية أو على المدى الطويل وللاستفادة من الفرص التي باتت متاحة.
وفي وقت سابق أعلن الوزير الجدعان عن إجراء تم تنسيقه لتعزيز القدرة الاستثمارية لصندوق الاستثمارات العامة، حيث جرى تحويل نحو 40 مليار دولار، من الاحتياطيات الأجنبية لدى مؤسسة النقد العربي السعودي إلى صندوق الاستثمارات العامة بشكل استثنائي خلال شهري مارس وأبريل من هذا العام، ما انعكس على البيانات الصادرة عن الأصول الاحتياطية للمؤسسة في هذين الشهرين.
واستثمر صندوق الاستثمارات العامة نحو 8 مليارات دولار في الشركات الأميركية والأوروبية في الربع الأول من هذا العام، مستفيدا من تراجع الأسعار وسط جائحة كورونا. ومن بين هذه الاستثمارات حصص في شركة بي بي، ورويال دتش شيل، وتوتال، وبوينغ، وديزني.
خارطة استثمارية طموحة
ويعيد صندوق الاستثمارات العامة رسم خارطة استثماراته لزيادة اسهاماته في تنويع وتقوية الموارد غير النفطية للمملكة ، مقتنصا فرصا ذهبية عديدة متمثلة في تراجع قيم أصول عالمية واسعة جراء تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي ، حيث ينظر إلى تحسن قريب لأوضاع الشركات الخاسرة حاليا ، بل أوسع من ذلك تجاه تحرك السوق والاقتصاد العالمي في المدى القريب بعد انقشاع غيوم كورونا ، وهو ما أشار إليه مؤخرا محافظ الصندوق ياسر الرميان ، بأن فرصاً استثمارية عديدة ستنشأ عن انقضاء أزمة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن الصندوق يتفقد فرصاً للاستثمار في مجالات مثل الطيران والنفط والغاز والترفيه ، مؤكدا أن هناك اقتصادات ستعمل، وسنرى كثيرا من الفرص.
ويسعى الصندوق إلى رفـع قيمـة أصـوله إلى 1.5 تريليون ريال ، وتحقيق إجمالـي عوائد من 4% إلـى 5% ، والمساهمة بنسبة 6.3% من إجمالي الناتج المحلي بأكثر من 170 مليار ريال ، إذ أسهم على مر الأعوام الماضية في الاستثمار في العديد من المشاريع والشركات الحيوية والمشاركة فيها، مقدماً التمويل المالي إلى المشاريع ذات الأهمية الاستراتيجية للاقتصاد الوطني.
وانطلاقا من هذه الرؤية الثاقبة للفرص الاستثمارية، شكل صندوق الاستثمارات فريقاً لدراستها وتقييم الجدوى الاستثمارية له بحسب صحيفة “فايننشال تايمز” ، فيما يشير تقرير حديث لوكالة بلومبيرغ إلى أن الصندوق اقتنص بالفعل بعض الفرص الاستثمارية خلال الأسابيع القليلة الماضية تمثلت في عدد من الصفقات خلال الفترة من 26 مارس الماضي وحتى نهاية إبريل.
وبحسب بيانات بلومبيرغ بلغ حجم تلك الصفقات نحو 2.6 مليار دولار ، وإتمام صفقة 775 مليون دولار للاستحواذ على حصة 8.2٪ في شركة “كرنفال كورب” وهي واحدة من أكبر الشركات المشغلة للسفن والرحلات السياحية حول العالم ، وتواجه صعوبات عدة خلال الفترة الماضية على وقع جائحة كورونا لترتفع الحصة الكلية المملوكة للصندوق لنحو 30٪.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل اقتنص حصصا في شركات للطاقة الأوروبية بقيمة تبلغ نحو مليار دولار وبالتحديد في 9 من إبريل الماضي حينما اشترى الصندوق حصصا في أربع شركات هي Equinor النرويجية و Royal Dutch Shell Plc البريطانية الهولندية و Total SA الفرنسية و Eni SpA الإيطالية.
وتوجه الصندوق أيضا إلى السوق الأميركي لاقتناص فرصة جديدة ، منها حصة تبلغ نحو 5.7٪ في شركات بقطاع الترفيه مقابل 450 مليون دولار فقط وذلك بعد أن هوت أسهم الشركة بنحو 50٪ منذ بداية العام على وقع كورونا ، ومن المتوقع أن تعود بقوة مع صعود قياسي لأسهمها مع عودة حركة الاقتصاد العالمي.