البلاد – عمر رأفت
هددت أمريكا بفرض عقوبات على سفينتين يونانيتين تحملان البنزين الإيراني إلى فنزويلا، في سياق مواجهة واشنطن لخروقات طهران للعقوبات المفروضة عليها.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن الولايات المتحدة هددت بفرض عقوبات على ناقلات الوقود الإيرانية المتجهة إلى فنزويلا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن السفينتين اليونانيتين اللتين كانتا تحملان منتجات نفط إيرانية وترفعان العلم الليبيري توقفتا عن السير نحو فنزويلا بعد هذا التهديد.
وأضاف المسؤولون أن الناقلتين اليونانيتين ستفقدان ميزة التأمين والاستفادة من الخدمات المصرفية الدولية في حال ذهابهما إلى فنزويلا.
وكان من المتوقع وصول السفينتين إلى فنزويلا بعد وصول أربع ناقلات إيرانية أخرى تحمل البنزين إلى فنزويلا، إذ أعلنت البحرية الفنزويلية وصول ناقلة الوقود الإيرانية الرابعة أمس (الجمعة)، مبينة أن “الناقلة الإيرانية فاكسون أتمت المهمة”، في التفاف إيراني جديد على العقوبات الأمريكية، وفي ظل تحالف وشراكة بين نظامي الملالي والرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، المعزول دوليا والخاضع هو الآخر للعقوبات الأمريكية، والذي يواجه منذ شهور احتجاجات شعبية جراء انهيار اقتصادي في بلد يتمتع بأكبر احتياطي للنفط في العالم.
وأكدت مواقع رصد حركة الشحن البحري، أن قافلة من خمس ناقلات إيرانية تتجه حاليا نحو فنزويلا، محملة بنحو 220 إلى 240 مليون لتر من البنزين، بينما سبق لوزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو، الأسبوع الماضي، الإعلان أن فرقة من القوات العسكرية سترافق الناقلات الإيرانية التي تحمل وقودا إلى بلاده.
وتستمر إيران في ممارسة مراوغاتها من أجل التحايل على العقوبات الأمريكية التي تفرضها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بسبب برنامجي إيران النووي والصاروخي ودعمها للإرهاب وتدخلها في شؤون دول المنطقة، في ظل توتر متواصل بين واشنطن وطهران على خلفية استهدافات متكررة للمليشيات الإيرانية للسفارة الأمريكية في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تستضيف قوات أمريكية وأخرى تابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، ما حدا بالولايات المتحدة لاستهداف قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، قرب مطار بغداد الدولي أول يناير الماضي، في حلقة من سلسلة المناوشات المستمرة بين الطرفين.
ويعد إرسال إيران ناقلات وقود إلى فنزويلا عبر “الكاريبي”، بالإضافة إلى مساعدات فنية لإصلاح وتشغيل مصافي النفط، آخر وسائل نظام الملالي للتحايل على العقوبات الأمريكية، فيما ترى الولايات المتحدة أن تعاون إيران مع فنزويلا ما هو إلا انتهاك جديد للعقوبات، قابلته بالرفض وإرسال طائرات وقطع بحرية إلى الكاريبي لمراقبة التحركات الإيرانية وتطبيق العقوبات بصرامة، ما يؤشر إلى تصعيد آخر في مسار المواجهة في ساحة تبعد آلاف الأميال عن سواحل إيران والخليج، المكان المعتاد للصراع بين الجانبين، وهو أمر ليس في صالح طهران وينذر بخسائر فادحة لنظام الملالي.