البلاد – رضا سلامة
يغرق نظام الملالي في الفشل، ولا يعترف به كعادته إلا عندما يظهر للعلن، ويفتضح أمر نهب الموارد وتحويلها إلى دعم المليشيات الإرهابية في المنطقة، بينما يعم الفساد أغلب المؤسسات الحكومية، ما دفع المرشد الإيراني علي خامنئي للاعتراف على استحياء أمس (الأربعاء)، بسوء إدارة الملالي للبلاد في ظل غياب العدالة، ومع ذلك عمد إلى تجميل صورة روحاني وتابعيه زاعما أن الفشل “حقيقة غير مقصودة”.
ودرج نظام الملالي على خداع الشعب، بالحديث عن تحسين أوضاعه، بيد أن الواقع غير ذلك، فسوء الأوضاع المعيشية ظل بائنا، كما أن الصحة في أسوأ حالاتها مع انتشار فيروس كورونا المستجد، بينما قادة النظام يسخرون الأموال لدعم الإرهاب.
وما يؤكد سوء الأوضاع في إيران هي الأرقام الاقتصادية الصادرة عن المؤسسات الرسمية التي تشير إلى مزيد من الفشل والتدهور الاقتصادي الذي يلوح في الأفق، إذ أعلن رئيس غرفة التجارة الإيرانية الصينية، مجيد رضا حريري، عن انخفاض بنسبة 50% في صادرات إيران إلى الصين، خلال الأشهر الأربعة الماضية، بينما يتوقع صندوق النقد الدولي، أن يبلغ معدل التضخم في إيران 34.2% هذا العام.
وانعكس الفشل الإيراني في الداخل على قدرة إيران على الاحتفاظ بنفوذها في الخارج، حيث أشار تقرير لمجلة “فورين أفيرز” الأمريكية إلى أن إيران في أضعف أوقاتها، وأن الوقت مناسب للعراق للتخلص من نفوذ النظام الإيراني. وقال التقرير إنه: “إذا كانت هناك لحظة للعراق للتخلص من النفوذ الإيراني، فقد حان الوقت الآن، ليس فقط لأن الظروف ناضجة في العراق ولكن لأنها ناضجة في إيران”.
وأورد التقرير أن سياسة إدارة ترمب بالضغط الأقصى ضد إيران أثرت على قدرة البلاد على دعم وكلائها الإقليميين، ووفقًا للممثل الأمريكي الخاص لإيران، براين هوك، اضطرت طهران إلى خفض إنفاقها العسكري في السنوات الأخيرة.
ودرس التقرير استمرار مظاهرات الشعب العراقي والكراهية العامة تجاه السياسات التدخلية للنظام الإيراني في العراق، لافتا إلى أن الانتفاضة الشعبية العراقية التي بدأت في أكتوبر 2019 نددت بشدة بتدخل النظام الإيراني في بلدهم، وأظهرت الاستياء المرير الذي يشعرون به تجاه إيران مطالبين بإبعادها عن التدخلات في شؤون بلادهم.
وأشارت المجلة إلى ضعف المليشيات الموالية لنظام الملالي بالعراق عقب هلاك سليماني، مبينة أنها تحتل أضعف موقع لها منذ سنوات، في وقت يسعى رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي في وضعها تحت سيطرة الدولة، والقضاء على إرهابها، منوهة إلى أهمية سحب تأييد السيستاني لهذه الفصائل، بعد أن انفصلت 4 فصائل تابعة له عن الحشد الشعبي، ما يضعف المليشيات الموالية لإيران.
إلى ذلك، لاتزال طهران تراوغ في الكاريبي، وتستمر في بيع نفطها إلى فنزويلا، حسبما أفادت بيانات أثارت غضب الولايات المتحدة من الدولتين الخاضعتين لعقوبات.
وكشفت بيانات موقع “رفينيتيف أيكون” بأن ثالث شحنة من مجموعة ناقلات إيرانية تنقل الوقود إلى فنزويلا، وصلت إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة للدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، موضحة أنه يجري تفريغ الشحنتين السابقتين في ميناءين تديرهما شركة النفط الوطنية الفنزويلية “بي دي في إس إيه”، التي تملكها الدولة.