جدة – رانيا الوجيه
ظروف استثنائية يستقبل بها الأطفال العيد هذا العام ، وتبقيهم في البيوت وهم الذين لا يعرفون من معاني العيد سوى الانطلاق نحو مدن الملاهي والالعاب والترفيه والبهجة والفرحة ومرح الطفولة ولبس الثياب الجديدة و”العيدية” التي تمثل لهم اكبر هدية في العيد اضافة للطراطيع والمفرقعات والالعاب النارية، إلا ان كل هذه الطقوس المصاحبة لاحتفال الاطفال بالعيد ، ستغيب في ظل الإجراءات الاحترازية الحالية التي فرضها تفشي فيروس كورونا.
” البلاد ” التقت عددا من الأمهات واللاتي أكدن أن سيناريو العيد داخل جدارن البيوت سوف يتخذ الكثير من المشاهد مثل اطلاق برامج المسابقات وتزيين الحيطان وبرامج للمواهب من اجل اثراء ثقافة الطفل مؤكدات في الوقت نفسه ان مناسبة الحجر المنزلي خلال ايام العيد سوف يكشف عن عدة مواهب للاطفال.
داعيات إلى إدخال البهجة في قلوب الاطفال بتزيين البيت بالبالونات ،وعمل سيناريوهات مميزة خاصة بالعيد للصقها على المياه والعصيرات ، واقامة صلاة العيد والدعاء بلم شمل الاسرة، والإقتصار على تجمع العائله الصغيره والصلاة والتهليل مع الأطفال والإستماع إلى خطبة العيد عبر التلفاز وارتداء الملابس الجديدة ،وتجهيز الإفطار ، وتقديم الهدايا و”العيدية” التي تعد من أهم طقوس العيد التي تدخل البهجه الى نفوس الاطفال ومشاركة الفرحه مع أصدقائهم عبر الاتصال المرئي .
الذاكرة العاطفية
هنالك شيء ما حدث في طفولتك كل شيء يدور حوله إلى هذه اللحظة، مقولة تعيدها على اسماعنا المستشارة النفسية والأسرية أمل العطاس ، ما يطرح سؤالا هاما عن ماذا الذي سوف يحتفظ به أطفالنا من ذكريات عاطفية خلال هذه الظروف لتشكل شخصياتهم على المدى البعيد ، ذلك انه من خلال هذه الظروف فسوف يسجل كل شيء في ذاكرة أطفالنا، فما شخصياتنا سوى ذكريات قديمة خُزنت في الذاكرة العاطفية أثناء مرحلة الطفولة، وبالتالي نحن مزيج من طفولتنا.
وتضيف العطاس موضحة ان هذه اللحظات لا تنسى ولن تنسى، فهذه الأزمة العالمية تحمل مشاعر سلبية متعددة من القلق والحزن والخوف ومشاعر الحب، وفي العيد سوف يكتسب أطفالنا دروسا مهمة من الجائحة سوف تتمحور حول شخصياتهم و أفكارهم بعد سنوات من الآن وسوف يحكون عن عيد الفطر في زمن الحظر للأجيال القادمة.
تجهيزات عقلية
وتبدو المسألة مختلفة بعض الشيء عند الدكتور هاني الغامدي المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية والمجتمعية إذ يرى اننا أمام إختلاف عما سيكون عليه الأمر بعد أيام قليلة ، وإذا لم يكن هناك تجهيز عقلي أولاً من وضع خطط معينة مقترنة بتجهيزات نفسية لتمرير ماهو قائم، فإننا سنواجه يقيناً كثيرا من الأمور التي لا ترغبها النفس من ضيق أفق وضيق صدر وعدم الإحساس بالسعادة والخروج من هذه الأيام بذكرى مؤلمه لدى بعض النفوس التي لم تستطع التواءم مع الوضع القائم ، وزرع عناصر تؤكد أن الإنسان يستطيع أن يكون مرنا ومتوائما مع الأوضاع من خلال الإستعداد والبرمجة العقلية لتعديل الكثير من الأفكار التي تتماشى مع مختلف الأوضاع ، موضحا ان الفترة القادمه تحتاج لكثير من هذه التجهيزات العقلية والنفسية وبالتالي التحضير لها على المستوى اللوجستي وهو التجهيز لعمل إحتفالات العيد داخل البيوت من خلال إرتداء الملابس الجديدة واعداد الإفطار الصباحي دون الإختلاط ببيوت أخرى فيجب على كل أب وأم أن يجهزا للفترة الصباحية من إفطار وإستمتاع بالعيد من خلال جلوسهم في الصالون داخل بيوتهم لكي يمرروا هذا المشهد المهم على العين وعلى الأذن وبالتالي يتلقى العقل أن هناك حركة مازالت موجودة ضمن الطقوس المطلوبة في مثل هذا اليوم وهو العيد.
رسم فرحة العيد في عيون الاطفال
ومن جانبها توضح إسراء دوران أخصائية تعليم سلوك أطفال ، كيفية رسم البهجة في عيون الاطفال لاستقبال العيد، لنحتفل معهم في “زمن الكورونا” تاركاً أثرا طيبا وذكرى في نفوسهم فنبدأ بمشاهدة صلاة عيد الفطر المبارك في التلفاز ونكبر معهم تكبيرات العيد ونرددها ونترك الفرصة لكل واحد منهم بترديدها وإسماعها للعائلة ، فيما نقوم نحن بالثناء عليهم وتعزيزهم ومد مائدة الافطار الشهية بمساعدتهم لنضيفها الى أفكارهم الصغيرة الرائعة ولنزين منازلنا من أجلنا وأجلهم ونهديهم الهدايا التي تفرح قلوبهم وتسعدهم .
ولنلعب ونتسابق معهم ولتقترب قلوبنا وعقولنا منهم، وما أجمل أن يبدعوا بعمل زينة العيد بأناملهم الصغيرة ورسوماتهم الخاصة فيشاهدوا لوحاتهم في أرجاء المنزل.
إن فعلنا ذلك ، نجعل العيد من أجمل الأعياد التي لاتنسى في ذاكرة اطفالنا.