البلاد – عمر رأفت
أوقف الجيش الوطني الليبي، إطلاق النار من جانب واحد والابتعاد عن طرابلس لمسافة 2 إلى 3 كيلومترات على جميع محاور القتال، لتجنب إراقة الدماء وللسماح للمواطنين بالتحرك بحرية في نهاية شهر رمضان وخلال عيد الفطر، منتظرا رد “الوفاق” على المبادرة لإقرارها، وفقا لما أعلنته المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري.
وقال عضو مجلس النواب الليبي صالح فحيمة لـ”البلاد”، إنه لا شيء سيتغير بسبب النزاعات الدائرة الآن بين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وما تسمى بحكومة السراج المدعومة من تركيا والتي تعمل أنقرة على دعمها عسكريا ولوجستيا، مبينا أن الحل السياسي هو المناسب والأسرع لإنهاء الأزمة الليبية الحالية ويجب تجنب الحلول العسكرية، لأن الوضع لن يتغير إذا ما استمر اعتماد أطراف النزاع عليها، لذلك تبدو الحاجة ملحة للجلوس على مائدة المفاوضات بدعم من الجهود الأممية والمنظمات الإقليمية ودول الجوار، والبدء في مرحلة جديدة لإعادة بناء الدولة، في ظل معاناة الليبيين من ويلات الصراع.
ولفت إلى أهمية إفساح المجال لليبيين للحوار دون تدخلات من تركيا التي كانت عاملا رئيسيا في إطالة أمد الأزمة، مشيرا إلى أن الجيش الليبي الجديد قوي ويعتمد في إمكانياته الفنية على ضباط أكفاء، لكننا كسياسيين نبحث عن إيجاد حل سياسي نحافظ فيه على كوادرنا العسكرية وعلى أرواح الليبيين التي تزهق كل يوم.
واعتبر فحيمة، أن المدخل لاستقرار ليبيا وعودة الهدوء فيها هو إنهاء الانقسام السياسي وفوضى انتشار السلاح، بحيث يكون امتلاكه حق حصري لأجهزة الدولة الأمنية والعسكرية واستخدامه حكرا على هذه الأجهزة، كما يجب أن يكون الجميع تحت القانون وأن تكون هناك قوة لتنفيذ هذا القانون، كما كان الوضع في السابق، مع القضاء على الإرهاب الذي يكتوي بنيرانه الجميع.
إلى ذلك، يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تدخلاته في الشأن الليبي، داعما لمليشيات الوفاق بالمرتزقة والمال والسلاح، في وقت يتدثر فيه بغطاء الدين، ويعمل بنغيض أحاديثه، بدليل دعمه للإرهاب، وترويجه لأن تركيا تدافع عن القضية الفلسطينية، بينما الواقع غير ذلك، وأثبتته قناة “A Haber” الموالية لأردوغان والمقربة من حزب العدالة والتنمية، التي كتبت أثناء إحدى برامجها “بث مباشر من مدينة القدس الإسرائيلية” في اعتراف غريب بأن القدس عاصمة لدولة الاحتلال وليس فلسطين كما هو معلوم.
اللافت في الأمر، وفقا لصحيفة “زمان” التركية، أن القناة المذكورة ليست مجرد إحدى وسائل الإعلام الموالية للحزب الحاكم فقط؛ وإنما تابعة لمجموعة “Turkuvaz” الإعلامية التي يديرها سرهات ألبيراق، وهو الشقيق الأكبر لزوج ابنة أردوغان ووزير الخزانة والمالية برات ألبيراق. أما الخطأ البشع الآخر ارتكبته الرئاسة التركية على صفحتها الرسمية في “تويتر”، عندما خلطت بين عيد الفطر والأضحى وهي نتقل تصريحا لأردوغان يقول فيه: “سيتم فرض منع التجول في جميع الولايات اعتبارا من يوم عرفة إلى اليوم الأخير للعيد”، في خطأ فادح لاقى تندرا وسخرية من جميع المتابعين.