جدة – صالح سالم
ثمة أسئلة تنطلق من منصة ” العزل المنزلي ” عن حدود العلاقة بين المرأة والإبداع وهل يتسم الإبداع النسوي في الحقول الفنية والأدبية بذائقة مختلفة حيث شهدت السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا بالمرأة السعودية في مجال الإبداع وتولد لدى الكثير منهن هذا الشغف لكن مشغوليات العمل والحياة الأسرية ربما ابعدت الكثيرات عن ممارسة هذه الهوايات، إجابة هذا السؤال نجدها في “دفتر” العزل المنزلي الذي اطلق شعلة الابداع وأضاء مصباح الموهبة مرة اخرى لدى الكثير من المبدعات السعوديات، حيث يساعد مزاولة الهواية على إبعاد الملل خلال هذه الفترة .
“البلاد” التقت عددا من المبدعات السعوديات فأكدن أن الحجر المنزلي اطلق المواهب المحبوسة مرة أخرى وبدأت كل واحدة تزاول الهواية التي تحبها بدون ان تقيدها آليات الوظيفة ومشغوليات الحياة الأخرى.
تقول مرام ابو عيد، كانت دائما تستهويني لغة الإشارة وعندما أقدم على تعلمها تقف أمامي عوائق كثيرة أولها عدم وجود مراكز متخصصة للتعليم أو كتب أو أقراص إلكترونية تسهل علي تعلمها بالإضافة كون لدي اسرة وأطفال أهتم بهم خلاف عملي اليومي، فكان هذا العائق الكبير أمامي والذي لا يوفر لي الوقت للدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي للبحث, خاصة أن هذه اللغة تحتاج الى مجهود، حتى أتت فترة الحجر المنزلي حينها توفر لي الوقت فسخرته ما بين اولادي وتعلم لغة الإشارة وساعدني على ذلك المدربة هلا بنت عبدالعزيز الفهيد التي لم تبخل علي في منحي جزءاً من وقتها.
رسومات عفوية
معلمة الرياضيات وفاء أحمد كانت بدايتها مع الرسم في المرحلة الثانوية وكانت البداية من الصف الأول الثانوي، حيث تقول بدأت برسم رسومات بسيطة في دفتري الخاص حتى أنهيت الثانوية ودخلت الجامعة حينها توقفت عن ممارسة هذه الهواية حتى تخرجت والتحقت بالوظيفة حينها لم يكن لدي الوقت للعودة للرسم حتى أحسست انني نسيته نهائيا.
وقبل عامين عدت لأجرب هل مازالت هذه الموهبة متبقية لدي والحمد لله تفاجأت بانها موجودة وبشكل متقن اكثر من أول، حتى بدأت ارسم رسمة كل ستة أشهر بسبب الانشغالات وعندما بدأت أزمة كورونا وأصبحت في المنزل بشكل دائم أصبح لدي الوقت الكافي للعودة لذلك حتى عدت وبقوة والحمد لله تطورت رسوماتي لدرجة أنني انتقلت من الرسم على الورق للرسم على جدران بيتي، لذلك اقول لكل من لديه موهبة أن ينميها بما يستطيع مهما كانت الظروف والمشاغل لديه.
دورة مدربين
عملها في الاشراف المدرسي ومهام أعمالها الكثيرة وانشغالها عن متابعة شغفها الأول بالالتحاق بالدورات وممارسة التدريب, جعل من مشرفة الغامدي تعيد النظر في حساباتها خاصة بعد توقف الدراسة والتزامها بالبيت ، حيث نقول انطلقت وبقوة بل بشغف لم أعهده بنفسي فبدأت أعيد وأستعيد دورة اعداد مدربين ثم تدريب مدربين ثم الكوتشنج، وخلالها بدأت اقدم دوراتي على مستوى المملكة وإلى الآن وانا امارس هذا الشغف واستمتع به، حيث انطلقت في اعداد قاعاتي التدريبية وإعداد الحقائب للبرامج المختلفة (عن بعد) واستخدم وابتكر المشغل التدريبي الخاص بي بل ابحث عن افكار للتدريب عن بعد وكأني بين المتدربين، كذلك لم أتوان عن ممارسة التصاميم بأنواعها الإعلانية للبرامج والدورات الخاصة بي.
حياكة الأثواب
لم يكن الوقت كافيا لها للاستمتاع بهواية حياكة الاثواب وتقصيبها حتى كان لزاماً لها أن تقضي جل وقتها في البيت مع الحجر المنزلي لتبدأ المصممة ريم عسيلان هوايتها من جديد حياكة الاثواب الحجازية والمدنية القديمة واعادة ترميمها بشكل يكسبها جمالاً آخر دون التغيير في شكلها الاصلي، حيث تقول ريم عسيلان حقيقة لم اجد الوقت الكافي لأقوم بمثل هذا حتى اصبح الحجر المنزلي ملزماً لبقائي في البيت حيث عكفت بكل شغف على الاعمال اليدوية في حياكة الاثواب التقليدية بالقصب والؤلؤ حيث انجزت خلال هذه الفترة ما يقارب من سته اثواب.
تنظيم الوقت
تقول الفنانة التشكيلية اشواق دالي كان وقتي ما قبل كورونا في انشغال دائم ووقتي غير منتظم ومرتب ولا اعلم في ماذا كنت منشغلة، فقط جل تفكيري كيف اخرج واتفسح وبمن التقي تاركة موهبتي التي انعم علي بها الله، لكن ما أن جاء الحجر المنزلي حتى غير مفاهيم الاغلبية من الناس, حيث بالنسبة لي رجعت لحساباتي القديمة والتي لم اجد منها نفعاً كثيراً غير اغلبها في مضيعة وقت كنت افتكر انها لمصلحتي اما الان تغيرت قراراتي وفهمي للحياة، رجعت لوسط مملكتي الخاصة لريشتي والواني عرفت معنى نعمة الجلوس في المنزل وغير ذلك اكتسبت عدة دورات في مجالات مختلفة زادت فيها ثقافتي ومعرفتي ببعض المهن واصبح عندي وعي اكثر وعرفت كيف استثمر وقتي في مهنة ثمينة.