جدة – ياسر بن يوسف ـ صالح سالم
المدينة المنورة – محمد قاسم
قدم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان التعازي لذوي الكاتب والمؤرخ الدكتور عاصم حمدان الذي وافته المنية أمس الأول السبت.
وعبر سموهما عن صادق عزائهما ومواساتهما لذوي الفقيد، سائلين الله له الرحمة وأن يهلمهم الصبر والسلوان.
وقد ودعت أمس المدينة المنورة ابنها البار الدكتور عاصم حمدان ووري جثمانه في بقيع الغرقد.
وصفه الدكتور زيد الفضيل بقوله عرفته قديماً من خلال كتابته في الصحافة وكنت كلما اقرأ نصاً اديبا يكتبه كلما استشعر قيمة هذا الرجل ومكانته هو يكتب المقالة الادبية التاريخية الثقافية اذا جاز التعبير فأنت تستشعر وهو يكتب قيمة ادبية عالية باختياراته وكذلك تتلمس قيمة ثقافية حينما يسرد لك جانب ادبي او ثقافي او سياسي عالمياً على الوجه الخصوص خاصة بريطانيا لحبه لها عندما درس فيها وعشقها بكل تفاصيلها فهو لم يعشقها كما يعشقها غيره ماده كشارع او مطعم فهو عشقها ادباً وثقافه فتجده ضليعاً عندما يحدثك عن بريطانيا ، فقد تعرفت عليه والتقيت فيه شخصاً اكثر فقد وجدت فيه روح الانسان روح البساطه فعرفت من اين استقاها فهو استقاها من المدينة المنورة ومكة المكرمة فقد بلغ به النضج المعرفي عندما يتحدث عن شخصياتها وعمدها ومثقفيها ، لذلك عندما يتحدث يصمت الناس رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
هذا وقد وجَّه رئيس جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور عبدالرحمن اليوبي، بإعادة طباعة مؤلفات الدكتور عاصم حمدان -رحمه الله-، وجمعها في موسوعة كاملة تسهيلاً للاستفادة منها، وتوزيعها على المراكز البحثية والثقافية والمكتبات العامة
كما وجَّه الدكتور اليوبي قسم اللغة العربية ومركز التميز البحثي ومركز النشر العلمي بالإشراف على الموسوعة.
وتأتي هذه البادرة من الجامعة لحفظ تراث أ. د. عاصم حمدان رحمه الأدبي والثقافي والتاريخي
وتسهيل تيسيره للباحثين وطلاب الدراسات العليا
من جانبه بين أ. د. عبدالرحمن رجا الله السلمي رئيس قسم اللغة العربية المشرف على هذا المشروع أن لجنة مكونة من عدد من زملاء الراحل وطلابه من أساتذة القسم سوف يشرعون مباشرة في بداية الفصل الدراسي الصيفي في تجهيز جميع الإصدارات ومراجعتها وإخراجها في موسوعة كاملة، إضافة إلى دراسة رفع هذا الإرث الأدبي والثقافي على شبكة الانترنت
وتمكين الاستفادة منه عبر منصات المكتبات الرقمية.
وقد رحل الدكتور عاصم حمدان تاركاً ثروة أدبية وثقافية كبيرة شاهدة على منجزه الثقافي والأدبي والصحفي، فمن رحلة الشوق في دروب العنبرية، إلى المدينة المنورة بين الأدب والتاريخ إلى أشجان الشامية، إلى دراساته المتعمقة بين الأدبين العربي والغربي والأدب العربي في مدونات المستعربين إلى قراءاته الأدبية حول جيل الرواد من الأدباء السعوديين، إلى غير ذلك من الإسهامات العلمية المتميزة وهو يغادرنا عن هذه الحياه تاركاً هذا الكنز الأدبي خلفه لجيل سيدعو له ويخلد ذكراه.
أبرز مؤلفاته:
-(التآمر الصهيوني الصليبي على الإسلام) صدر عن رابطة العالم الإسلامي في مكة عام 1409هـ.
-(المدينة المنورة بين الأدب والتاريخ) صدر عن نادي المدينة الأدبي 1411هـ.
-(الأخبار الغريبة فيما وقع بطيبة الحبيبة) [تحقيق].
-(حارة الأغوات: صورة أدبية للمدينة المنورة في القرن الرابع عشر الهجري) صدر عن دار القبلة بجدة 1413هـ.
-(حارة المناخة: صورة أدبية للمدينة المنورة في القرن الرابع عشر الهجري) صدر عن دار القبلة بجدة عام 1414هـ.
-(أشجان الشامية: صورة أدبية لمكة المكرمة في العصر الحديث) صدر عن دار جدة عام 1416هـ.
-(دراسات مقارنة بن الأدبين العربي والغربي) صدر عن نادي المدينة الأدبي عام 1418هـ.
-(ذكريات من الحصوة) صدر عام 1419هـ.
-(قديم الأدب وحديثه في بيئة المدينة المنورة) صدر عن نادي المدينة المنورة الأدبي عام 1430هـ .
-(الأدب العربي في مدونات المستعربين) صدر عن نادي المدينة الأدبي.
-(هتاف من باب السلام) صدر عن دار جدة عام 1421.[14]
-(صفحات من تاريخ الإبداع الأدبي بالمدينة المنورة) صدر عام 1422هـ.
-(قراءة نقدية في بيان حمزة شحاتة الشعري) صدر عام 1424هـ.
-(رحلة الشوق في دروب العنبرية) صدر عن نادي المدينة الأدبي عام 1425هـ.
-(الأعمال الكاملة) صدرت عن اثنينية عبد المقصود خوجة.
وكان الفقيد قد حصل خلال مشواره العلمي والعملي على جوائز عدة منها
جائزة علي وعثمان حافظ لأفضل كاتب عمود صحفي عام 1996.
كرمه نادي المدينة الأدبي عام 2000.
كرمته اثنينية عبد المقصود خوجة عام 2004.
كرمه أمير منطقة المدينة المنورة (السابق) الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز في ملتقى العقيق الثقافي في نسخته الرابعة عام 2010.
كرمته جامعة الملك عبد العزيز في جدة في افتتاح ملتقى “آداب 3” تقديراً لجهوده الأكاديمية وإنجازاته العلمية ومبادراته الثقافية والأدبية عام 2019.
وكان الدكتور عاصم لآخر لحظة في حياته مفعماً بحب بالمدينة المنورة فكان جل انتاجه الأدبي في ذلك المجال إثراء للمكتبة العربية إخلاصاً ووفاءً وعشقاً وهياماً بطيبة الطيبة ، كان أديباً ذا قلم عفيف مع جمال التعبير ورصانة الأسلوب وسداد الرأي وعمق التجربة.
رحل عاصم الإنسان ، بعد جلائل الأعمال إذ كان سباقاً إلى الخير والأعمال الفضائل.
لقد أثرى القاعات الدراسية بجليل علمه ، فأخذ عنه الكثيرون من طلاب العلم ، وجادت قريحته بجلائل المصنفات الأدبية والعلمية فضلاً عن أخلاقه الكريمة التي حببته إلى زملائه وطلابه وكل معارفه.