قبل ايام قليلة كنت احادثه على الهاتف كي اسال عنه وكالعادة .. سألني بالاسم عن كل صديق تربطنا به علاقة مشتركة .. تشرفت بمعرفته عن قرب قبل سنوات ليست بالطويلة .. ولكنها كانت غذاءً روحيا ونبلا اخويا تركت اثرا بالغا في اعماقي.
تعلمت منه تواضع العلماء ونبل الاصدقاء وشهامة الكبار وحب الناس وعطاء الكرماء ..
لقد سبقني الكثيرون الى معرفته ..وتتلمذ المئات على يديه علما وفكرا .. وقرأوا ابحاثه وكتبه .. وجلجلت قاعات العلم والمعرفة بمحاضراته واطروحاته .. وأخيرا التقيته كمن يلتقي ضالته .. لقد اشبع فراغي الروحي العاشقة لشخصيته المتفردة .. ونبله وصدقه واريحيته واخوته التي تفوق اسمى معاني الرقي الانساني والممزوجة بالعلم والتعلم والمعرفة والعطاء.
شاهدته يحتفي بأحد تلاميذته وهو يتبوأ منصبا في كليته ..ورأيته كيف يقدمه ويتحدث عنه ويشعل شمعة امامه كي تضيء له الطريق .. وتسبقها كلماته وامنياته بالتوفيق والنجاح لهذا الخلف الذي نهل من علم استاذيته.
اليوم يعتصرني الالم .. وجلال الموت يبدد الدموع في مقلتي .. حيث لا ابكيه .. بل ابكي نفسي وعائلته وابناءه واصدقاءه ورواده ومحبيه .. لان ارادة المولى عز وجل قضت بأن يرحل عنا العالم الجليل والاستاذ الفاضل القدير الدكتور عاصم حمدان .. لقد ترك اثرا محفورا في جذور الوطن ورحاب العلم والمعرفة وفضاءات القيم الانسانية في انقى صورها.
رحمة الله عليك دكتورنا العظيم عاصم حمدان ..وغفر لك وأسكنك الفردوس الاعلى ..”انا لله وانا اليه راجعون”.