حائل – خالد الحامد
شهدت ملاعب كرة القدم السعودية تألق عدد كبير من العائلات الكروية داخل المستطيل الأخضر؛ لتترك بصمات وإنجازات، لا يستطيع أحد أن ينكرها على الإطلاق ..
” البلاد ” تستعرض معكم تلك تاريخ تلك العائلات الكروية بالملاعب السعودية، وأبرز نجومها الذين تألقوا في ملاعبنا الخضراء..
عائلة الدعيع
أبناء الدعيع من منطقة حائل، وقد مثلوا ناديي الطائي والهلال، وأصبحوا نجومًا بارزين في المملكة، وهم ” دعيع وعبدالله وفهد وخالد والأصغر محمد”.. العائلة اشتهرت بإنجاب حراس المرمى في المملكة العربية السعودية، بالإضافة للمراكز الأخرى، فالأخ الأكبر ” دعيع الدعيع ” لعب مدافعًا في ” الثمانينات ” بنادي الطائي، وحقق معه عدة إنجازات.
ثم يأتي الحارس عبد الله ، من مواليد 1381هـ في مدينة حائل. حارس سابق بأندية الطائي والهلال، كما حمى عرين منتخبنا السعودي الأول لكرة القدم.
ويعد عبد الله أحد أهم النجوم في تاريخ كرة القدم السعودية؛ إذ إنه عاصر وساهم في الإنجازات والبطولات التي جاءت كبداية لانطلاقة الكرة السعودية نحو العالمية. كما ساهم في تحقيق عدد من الإنجازات والبطولات مع الطائي والهلال. كما أن ابنه بدر الدعيع حرس مرمى عدة أندية ، أما ابنه الآخر سلطان فيلعب في خط الدفاع.
البداية مدافع
في بداية مشواره الكروي في نهاية حقبة السبعينات الميلادية بدأ عبدالله الدعيع كمدافع ثم مالبث أن تحول لحارس يشار إليه بالبنان، وذلك بعد أن أن احتاجه مدربه فرج الطلال حارساً للمرمى ليعوض غياب الحارس الأساسي وبديله، فوقع الاختيار على عبد الله الدعيع لكونه صاحب قامة طويلة.
بدأ مشوار عبدالله مع حراسة المرمى، حتى كان تألقه الأبرز في أمم آسيا 1984 بسنغافورة؛ حيث نال عبدالله في تلك البطولة أحسن حارس في آسيا، كأول حارس سعودي يحصل على مثل هذا اللقب، وذلك بعد إبداعاته التي تجلت أمام الصين وإيران وكوريا الجنوبية. كما ساهم الدعيع في الفوز بلقب كأس آسيا 1988 في قطر.
وانتقل عبد الله في عام 1993م إلى الهلال في صفقة كبيرة، ليساهم مع الهلال في تحقيق عدد من البطولات؛ كالدوري السعودي عام 1416هـ وكأس ولي العهد عام 1415هـ.
ويأتي في المرتبة الثالثة من بين أبناء الدعيع الحارس ” فهد” الذي كان من أفضل حراس المرمى الذين مروا على الطائي ، وكان بروزه أفضل من إخوانه في حراسة المرمى، ولكن الإصابات وعمله في القطاع العسكري حال دون استمراره في الملاعب .
أما ” خالد” الأخ الرابع فكان لافتا ومحيرا، بعد أن اتجه للعب كمهاجم، مخالفا بذلك قاعدة العائلة التي اشتهرت بإنجاب حراس المرمى، وكان ” خالد ” مهاجما فذا بنادي الطائي ، وحقق العديد من الإنجازات؛ منها كأس العالم للناشئين 1989 باسكتلنده.
الأسطورة “محمد الدعيع”
عاش محمد أجواء الحارة، ومارس هوايته كرة القدم منذ أن كان صغيرا. وكان يتخذ الهجوم مركز له؛ حيث كانت تسجيل الأهداف ومراوغة الدفاع هوايته في الحارة. وقد شارك في نشاطات مختلفة في مركز الهجوم.
دفع المدرب الوطني فرج الطلال محمد إلى الالتحاق بكرة القدم كحارس. وبالفعل سجل محمد بنادي الطائي في حائل، وكان محمد يبلغ من العمر ثمانية أعوام. واصل محمد تقديم مستوياته المذهلة مع ناشئي الطائي لينضم لمنتخب الناشئين السعودي ليشارك أساسيا كحارس مرمى في كأس العالم عام 1989م.
وقد حقق محمد الدعيع العديد من الإنجازات مع الطائي؛ كان آخرها وصافة كأس ولي العهد.
أبرز إنجازاته
حقق محمد الدعيع مع منتخب الناشئين 1989 بطولة كأس العالم للناشئين، حيث تألق في ركلات الترجيح في أدوار الحسم في قبل النهائي والمباراة النهائية أمام اسكتلندا.
وشارك في 4 بطولات متتالية لكأس العالم لكرة القدم وكان للدعيع دور كبير في ذلك كما أنه ساهم في تحقيق بطولات كانت مستعصية على المنتخب السعودي، وهي كأس الخليج وكأس العرب بل إنه ساهم في تحقيق كاس آسيا 1996، وكانت آخر بطولات المنتخب السعودي على مستوى كرة القدم بقيادة محمد الدعيع وذلك العام 2005، حيث قاد منتخبه لتحقيق الميدالية الذهبية في الأولمبياد الإسلامي.
وكان للدعيع دور كبير في الإنجازات الهلالية، حيث ساهم في ثلاث بطولات آسيوية مختلفة وكذلك بطولات محلية وعربية ودولية.
ألقاب شخصية
حاز الدعيع على ألقاب شخصية كثيرة؛ منها أفضل حارس خليجي وأفضل حارس عربي وأفضل حارس آسيوي واختياره ضمن أفضل 10 حراس بالعالم في مونديال 1994 ومونديال 1998 وتوج بلقب حارس القرن وعميد لاعبي العالم (177 مباراة) وتم اختياره ضمن أفضل 10 حراس في تاريخ كرة القدم.
عروض مغرية
حصل الدعيع بعد كأس العالم 1994 على عدة عروض مغرية للاحتراف خارج السعودية وأشهرها كان عرض من فريق آيندهوفن الهولندي، ولكن في ذلك الوقت لم يكن بمقدور لاعبي السعودية الاحتراف الخارجي؛ لذلك بقي الدعيع حارساً لفريق الطائي، وحامياً لعرين المنتخب السعودي.
شارك الدعيع أبطال المنتخب السعودي في تحقيق أول بطولة من بطولات الخليج في الإمارات عام 1994 وذلك في الدورة الثانية عشرة التي أقيمت في أبوظبي كما أسهم الدعيع في تحقيق بطولة أمم آسيا التي أقيمت في أبوظبي أيضاً عام 1996 ويومها لعب محمد الدعيع دورا جليا في تحقيق هذه البطولة بعد تصديه لركلات الترجيح أمام إيران في الدور قبل النهائي وأمام الإمارات في نهائي البطولة، وحصل بعدها محمد الدعيع على جائزة أفضل حارس مرمى في نفس البطولة.
الانتقال للهلال
بعد سنوات من المجد، انتقل الدعيع الملقب بالأخطبوط، إلى نادي الهلال، في صفقة كانت هي الأغلى في ذلك الحين، عندما انتقل الدعيع للهلال مقابل خمسة ملايين ونصف المليون ريال، وتمكن فور انتقاله لفريق الهلال من المساهمة في تحقيق 3 بطولات، وهي كأس ولي العهد وكأس الملك عبد العزيز وكأس الأندية الآسيوية أبطال الدوري.
الاعتزال
في منتصف 2010 قرر محمد الدعيع اعتزال كرة القدم بعد سجل حافل من الإنجازات الشخصية والمحلية والقارية والدولية. وبجموع مباريات دولية بلغ 181 مباراة.