مكة المكرمة – المدينة المنورة – واس
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور بندر بليلة وإمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبد الرحمن الحذيفي المسلمين بتقوى الله سبحانه وتعالى، وحسن الظن به والاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان والإكثار من الدعاء.
وقال الشيخ الدكتور بندر بليلة في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام إنَّ أهلَ الإيمانِ في شهرِ القرآنِ شهرِ رَمَضانَ يَعْكُفونَ على كلامِ ربِّهم عُكوفَ مُحِبٍّ على مَحبوبِه، فيَتْلُونَه حقَّ تِلاوتِه، ويجعلونَ صُحْبتَه شُغلَهم آناءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ، لا يَسأَمُونَ ولا يَفْتُرون، ويتَّخِذون تدبُّرَ مَعانِيْهِ، ومَوْعِظةَ القُلوبِ بعُيونِ رَقائِقِه ومَثَانِيْهِ حَادِيَهم في طَريقِهم إلى اللهِ.
وبين الدكتور بليلة إنَّهمْ في شَأْنٍ، وغيرُهم في شَأْنٍ، قَدِ امتازُوا عنْ غيرِهم: بأنَّهم رَأَوا القُرْآنَ (رَسَائلَ) مِنْ ربِّهم عزَّ وجلَّ؛ فهُمْ يتدَبَّرونها في الصَّلواتِ، ويُلازِمونَها في الخَلَواتِ، ويَمْتَثِلُونَها في الطَّاعاتِ والسُّنَنِ المتَّبعاتِ، ومن المعاني التي بثَّها ربُّهم بَيْنَ أيديهم في كتابِهِ وأرادَ منهم أنْ يعقِلوها؛ لِيَحسُن حالُهم، ويَطيبَ مآلُهم: حُسنَ الظَّنِّ به سبحانه، فهو مِلاكُ الخَيْر الذي أُرِيدَ لهم، وهُوَ أَنْبَلُ مَراتِبِ مُعَامَلَتِهِمْ لرَبِّهِمْ تعالى ذِكْرُه؛ فإنَّهم به يرْجُونَ جميلَ صُنعِه بهم، ويؤمِّلُون لُطْفَه وبِرَّه، ويَرْغَبونَ في إحسانِه وجُودِه، وهذا مِنْ أحْسَنِ الاعتِقَادِ في الرَّبِّ وأكمَلِه، وهو اللَّائقُ بكمالِه وجَلالِه، وهُوَ مُتَولِّدٌ عن مَعْرِفَتِه حقَّ مَعْرِفَتِه، وقَدْرِه حقَّ قَدْرِهِ .
وقال فضيلته في خطبته الثانية لولا صُروفُ البلاءِ لأخْلَدَ النَّاسُ إلى الأرضِ، ورَغِبوا بها عمَّا أُعِدَّ لهم من طَيِّباتِ الحياةِ الأُخْرَى، التي هي خيرٌ وأبقى، فتأمَّلْ حِكْمَتَه سُبحانَه في هذهِ الدَّارِ.
وفي المدينة المنوة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبد الرحمن الحذيفي المسلمين بتقوى الله سبحانه، بالتقرب إليه بمرضاته والابتعاد عن غضبه بترك محرماته مبيناً أن الله تعالى أفاض على الأمة بشهر الخير والبركات وأنواع الطاعات والحفظ من الوقوع في المحرمات.
وأوضح أن ما ادخره الله من الثواب هو ما يفرح به المؤمنون ويتسابق في الخير إليه المتسابقون حاثاً المسلمين على الاجتهاد في آخر الشهر والبعد عن الذنوب والمعاصي التي تبطل الحسنات.
وقال إن الله تعالى شرع أبواب الفضائل والأعمال الصالحات للإكثار من الخير وأن من أراد الفلاح والفوز والحياة الباقية فليعمل الصالحات في هذه الأيام الفاضلة.
وبين فضيلته أن ليلة القدر متنقلة في العشر ومن وفق لقيامها غفر له ما تقدم من ذنبه وأن خير ليلة القدر وبركتها تنال كل مسلم مبيناً أن عبادتها أفضل ألف شهر حاثاً المسلمين على الإكثار من الدعاء حتى تنجلي الغمة وأن الله تعالى عود على استجابة الدعاء في هذا الشهر الكريم .
