البلاد – محمد عمر
أكدت الولايات المتحدة مجددا سعيها إلى إعادة فرض عقوبات جديدة على إيران في حال لم يمدد مجلس الأمن قرار حظر الأسلحة المقرر أن ينتهي أجله في أكتوبر بموجب الاتفاق النووي، وهددت علنا بتفعيل العودة إلى فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة على طهران حال لم يمدد حظر السلاح.
واعتبرت البعثة الأمريكية في بيان حول خروقات إيران للقرار 2231 الخاص بالاتفاق النووي، أن طهران لا تزال تمد وكلاءها في اليمن وسوريا ولبنان والعراق بالسلاح، مؤكدة أن الحوثيين استخدموا قبل أسابيع تكنولوجيا إيرانية في هجمات نحو السعودية، كما شددت على أن الحرس الثوري منظمة إرهابية مسؤولة عن موت الآلاف في المنطقة، وأن إشرافه على برنامج إيران الفضائي يكذب سلمية هذا البرنامج.
إلى ذلك، أظهرت صورا للأقمار الصناعية نشرتها “فوكس نيوز” الأمريكية، تقدما في قاعدة “الإمام علي” التي تشيدها إيران بين الحدود العراقية السورية على مساحة 3 آلاف كيلومتر، حيث تستخدم القاعدة نفقا لتخزين المركبات العسكرية والأسلحة، وفقا لتقرير القناة الذي ذكر أن الطائرات الأمريكية نفذت غارة جوية سابقا على القاعدة العسكرية لكن إيران عاودت عمليات البناء، محذرا من نية إيران جعل هذه القاعدة معسكرا دائما لها ولحلفائها في العراق وسوريا.
وتعليقًا على ذلك، قال الباحث في الشأن الإيراني أحمد أمير، إن إيران تسعى لتعزيز وجودها العسكري في سوريا والتمدد في المنطقة عن طريق إنشاء مثل هذه القواعد العسكرية، خاصة بعد تعرض منشآتها وقواتها في سوريا للعديد من الغارات الجوية والضربات الصاروخية، ويمكن هنا ربط هذا التوجه بإطلاق القمر الصناعي العسكري “نور” الذي أزاح الحرس الثوري الستار عنه أخيرا، الذي ستتم الاستفادة منه في توجيه العمليات النوعية التي تنفذها الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة.
وأشار إلى أن إنشاء القاعدة يهدف إلى موازنة القوى في المنطقة بعد إجراءات الولايات المتحدة وقراراتها العسكرية خلال الفترة الأخيرة، وربما هناك قواعد أخرى لم يتم الكشف عنها حتى الآن، لكن المؤكد أن إيران تبذل قصارى جهدها للحفاظ على ما بنته منذ سنوات عديدة من نفوذ في سوريا أهدرت من أجله موارد الشعب الإيراني، في ظل نشر عدوانها ومليشياتها في دول الإقليم.
بدوره، قال الخبير فى الشأن الإيراني الدكتور مسعود حسن، إن الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية لمخازن ومنشآت عسكرية قيد الانشاء تابعة لايران شرق سوريا لها دلالات مهمة في الظروف الراهنة، أهمها نية إيران استمرار تواجدها في سوريا لفترة كبيرة مقبلة، ورد على كافة التكهنات التي كانت تتحدث عن انسحاب إيراني من سوريا، منوها إلى أن المخازن قيد الإنشاء قريبة من الحدود العراقية ويحتمل أن تتضمن مركز قيادة مشترك للميليشيات التابعة لإيران في سوريا والعراق، خاصة بعد تعرض العديد من مقرات القوات الإيرانية في سوريا لقصف متكرر، حتى هذا الموقع تعرض للقصف من قبل وفقا لبعض التقارير الأمريكية، لذلك من المستبعد أن تنسحب إيران من سوريا.