جدة ــ ياسر بن يوسف
في ظل انتشار كورونا في العالم هل سيكون البحث العلمي هو الاولوية للكشف عن الامراض خصوصا ان ما يصرف على الأبحاث العلمية على مستوي العالم لا يساوي شيئا بالنسبة لأهمية البحث وكيف سوف تغير هذه الابحاث العلمية حياة وميزانيات الدول.
“البلاد” اخذت اراء العديد من الاطباء والمختصين في هذا المجال.
في البداية تحدث لنا استشاري طب الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف قائلا: لاشك ان البحث العلمي يشكل ركيزة هامة وأولوية في خدمة الرسالة الإنسانية ، وبما اننا أمام مرض قوي وشرس وهو كورونا المستجد فبالتأكيد ستفتح مراكز الأبحاث ابوابها في اجراء الدراسات على هذا الفيروس ومحاولة الوصول الى نتائج متقدمة في مجال كشف اسرار وغموض هذا الفيروس بجانب ايجاد لقاح له.
واشار الى ان منظمة الصحة العالمية كشفت النقاب أن “المستقبل يتطلب تلقيح جميع الناس” ضد وباء كوفيد 19، لكن اللقاحات الواعدة التي يمكنها أن تكون فعالة لن تظهر قبل الربع الأول من العام القادم.
وقالت المنظمة “هناك حوالي 80 لقاحًا قيد التقييم؛ 5 أو 6 منها على الأقل واعدة للغاية، يمكنها أن تكون فعالة بحلول الربع الأول من العام المقبل” ومن هنا ندرك تمامًا إن هناك جهوداً عالمية مبذولة من قبل جميع الدول للوصول إلى لقاح فعال يقي من كورونا المستجد ، وحاليا يمكن القول إن اللقاحات الموجودة تحتاج لمزيد من الدراسات والأبحاث والتجارب حتى يمكن اعتماده نهائيًا على هيئة لقاح وتطعيم علاجي ووقائي .
واكد إن الوصول الى ٨٠ لقاحًا حاليا ضد كورونا يعد في ذاته انجازا علمياً كبيراً يفسّر مدى تسارع دول العالم في القضاء على فيروس شغل المجتمعات ولم يشهده التاريخ من قبل ، فعلى مستوى اللقاحات يعتبر فيروس كورونا هو المرض الوحيد الذي شغل مراكز الأبحاث العالمية ، وباذن الله في القريب العاجل ستنتهي هذه الأزمة وتعود الحياة كما كانت عليه ، ومن هنا فإن الأبحاث العلمية دافع نحو إنقاذ البشرية وبالتالي فإن تخصيص المبالغ الكبيرة لها دعم علمي نحو خدمة الرسالة الإنسانية.
ويقول استشاري الطب النفسي الدكتور ابوبكر باناعمة : بالتأكيد في ظل انتشار كورونا في العالم سيكون البحث العلمي هو الاولوية للكشف عن الامراض خصوصا ان ما يصرف على الأبحاث العلمية على مستوي العالم لا يساوي شيئا ولكن الان مع جائحة كورونا أتوقع ان تعيد مراكز الأبحاث نظرتها نحو أهمية الأبحاث ودورها في مواجهة الأمراض .
واكد ان البحوث الطبية والسريرية تهدف إلى محاولة دراسة الوضع الصحي للمرضى كما هو الحال الان في كورونا المستجد وإيجاد اللقاحات الواقية من الأمراض وغيرها من الطرق العلاجية ، وبالتالي فإن مجال الأبحاث العلمية يستحق الكثير من الجهد والمال لخدمة البشرية.
ابتكار الأدوية
من جهته قال الدكتور هشام ابو عودة من جامعة الملك سعود بالرياض: في مجال البحوث الدوائية ،هنالك دول كثيرة تبتكر أدوية جديدة تختبرها بنفسها ومثال ذلك اليابان التي أنتجت بعض المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات والأدوية ومثال ذلك أخيراً عقار ريميديسفير remdesivir الذي باعوه لشركة جلعاد Gilead ومن قبله دواء تاكروليمس. Tacrolimus ، والسؤال لماذا لا تجرى التجارب على كثير من الجزيئات الدوائية التي يتم ابتكارها في كليات الصيدلة ويتم نشر الأبحاث عنها ولا تتم الاستفادة منها.. لا يستفاد منها إلا في الترقية فقط.. لماذا لا تمر بمراحل اكتشاف الدواء المعروفة حتى لو استغرق ذلك عشرات السنين.. يجب أن تكون بداية لهذا الأمر عاجلاً أم آجلاً.. سمعنا عن عقار (سعودين) للسكر منذ سنوات طويلة.. أين هو الآن؟ وغيره الكثير.
أخلاقيات البحوث
اما الباحث الدكتور عبدالغفور التركستاني من جامعة الملك سعود سابقاً فيقول: واجهنا في كلية الصيدلة مشكلة تجربة الأدوية سريرياً وكذلك عند اجراء بحوث التوافر الحيوي. عقدّونا بأخلاقيات البحوث والاشتراطات الصعبة.
ويتفق الدكتور منصور إبراهيم سليمان من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة -سابقاً- مع ماذكره د.عبدالغفور بقوله :شعوري الشخصي اننا بالغنا نوعا ما بالأخذ باشتراطات هيئة الغذاء والدواء الامريكية والاروبية مما عرقل تطوير ادوية محلية، وقد تناقشت كثيرا مع هيئة الغذاء والدواء السعودية بهذا الشأن، محتاجين ان ندفع عجلة التطور المحلي حتي ولو ببعض الاخطاء وكان لهم وجهة نظر احترمها.