لست ملزما على تغيير سلوك البعض ولن تستطيع احداث فارق وان رغبت بين ما كان وما يجب ان يكون ، فالناس جبلت على قناعات وعادات تظل راسخة ثابته قائمة لا تتأثر بالنصيحة بغض النظر عن صحة الاطروحات لأن هناك من لا يقبل النقاش او حتى تجاوز فكرة الدخول في موضوع النقاش ولهذا تدب الخلافات في ساحات الحوار تجاه مسائل لا يدرك فحواها سوى اهل الاختصاص ولهذا أيضا قالوا “كبر عقلك” فالمسألة لا تدعو لفتح جبهة تعزز الشقاق وتضخم الفجوة بلا نتيجة يمكن ذكرها عدا محاولة الانتصار للذات من خلال الاجتهاد لتأكيد القدرة والمعرفة من قبل مقتحمي الحوار.
هناك من يتحدث في كل شيء لإثبات المعرفة منظرا فيما لا يعنيه متوهما قدرة خارقة على الاتيان بما لم تأت به الأوائل، لا يترك حوارا دون ان يكون طرفا فيه عبر ولوج خاطئ بتفاصيل تفاصيله في محاولة بائسة يائسة وتكتيك يأتي غالبا بنتائج عكسية فينكشف جانب العوار والجهل تحت ظل الاسترسال ويتضح حجم التطفل وتتجلى حكمة المثل القائل “اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب”.
كثيرون مع الأسف يدخلون دائرة الحرج في الكثير من مجالس الحوار لمجرد عدم إدراك أهمية الارتكاز على التخصص الذي يمكن اعتباره اهم اساسيات طرح الرأي الصائب إذ لا ينبغي ان نفتي بالطب بوجود طبيب ولا بالهندسة بحضرة مهندس ولا بالثقافة والشعر وأهلها ماثلون ولا بد ألا نتحرج من الصمت فالصمت رأس الحكمة ولا يجيز عاقل التعصب لرأي الا اذا صدر عن متخصص او صاحب مهنة.