البلاد – محمد عمر
أكد وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر لـ”البلاد”، أن وضع المرأة اليمنية في مناطق سيطرة الحوثيين سيئ للغاية، فلم تحترم الميليشيات العادات والتقاليد اليمنية وخصوصيات المجتمع الذي يولي المرأة مكانتها التي تليق بها، لافتا إلى أن انتهاكات الميليشيا الانقلابية ضد اليمنيات متواصلة وتزايدت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، حيث استهدفت أخيرا السجن المركزي للنساء في تعز بالقذائف، مما تسبب في مقتل وإصابة عشرات اليمنيات، فضلا عن أن الميليشيات تستهدف النساء بعدوانها وجرائمها في منازلهن والشوارع وكل مكان، وتختطفهن وتعتقلهن وتصدر أحكاما جائرة بحقهن تصل إلى الإعدام بتهم زائفة وكيدية، لغرض تركيعهن أو للضغط على ذويهن.
وذكّر عسكر بجريمة الميليشيات التي راحت ضحيتها جهاد الأصبحي في بيتها بالبيضاء، ليتكون سخط عاما لدى قبائل البيضاء واليمن كافة، مشيرا إلى أن أكثر من 270 يمنية يقبعن في سجون ومعتقلات الميليشيا الحوثية سواء المعروفة أو السرية، يتعرضن لأبشع صنوف الانتهاكات وأسوأ ممارسات التعذيب.
وأشاد وزير حقوق الإنسان اليمني بسلسلة الحوارات التي أجرتها “البلاد” مع الناجيات من سجون ميليشيات الحوثي، وسلطت عبرها الضوء على الانتهاكات الإجرامية للعصابة الإرهابية بحق حرائر اليمن، مثنيا على مهنية وحيادية الصحيفة واهتمامها بتغطية الشأن اليمني وخاصة تجاوزات الميليشيات ضد حقوق الإنسان، داعيا كل الصحافيين والمؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني لتحذو حذوها، معربا عن استعداد وزارة حقوق الإنسان اليمنية لتسهيل عملهم في ممارسة دورهم الفاعل في تناول الملف بمصداقية لفائدة الحقيقة ورفع المعاناة عن اليمنيين.
أعمال كارثية
قال عسكر إنه منذ الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014، شنت الميليشيات حربا ظالمة على الشعب اليمني كانت نتائجها كارثية حيث نفذ الحوثيون جرائم بشعة وممنهجة، تسببت في مقتل وإصابة عشرات آلاف المدنيين ونزح ملايين، نتيجة القصف العشوائي المستمر بقذائف المدفعية والصواريخ على المناطق الأهلة بالسكان، كما يعاني اليمنيون في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين من نقص الغذاء والرعاية الطبية والخدمات الأساسية وأزمة اقتصادية خانقة ومتصاعدة، في ظل تدمير للمؤسسات كافة، خاصة التعليمية والصحية، بل وتحويل الكثير منها إلى معسكرات ومخازن للأسلحة، وأدى تدمير البنية التحتية للبلد إلى تفشّي الأمراض الفتاكة مثل الكوليرا وحمى الضنك.
ولفت إلى أن الميليشيات الإجرامية الموالية لإيران تستخدم الألغام الأرضية المضادة للأفراد المحظورة دوليا في اصطياد غادر لليمنيين، محولة القرى والمدن والشوارع والأحياء السكنية والمزارع إلى حقول من الألغام التي عملت على إخفائها وتمويهها للتسبب في إيقاع أكبر عدد من القتلى المدنيين. وتابع “إذ نجا أحد من الموت يصاب ببتر في أعضائه وتشوهات تحول حياته إلى جحيم، كما ترتكب الميليشيات جريمة تجويع اليمنيين بنهب ومصادرة المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والإمدادات الطبية ومنعها من الوصول إلى السكان المحتاجين، والاتجار فيها وببيعها واستخدامها كمجهود حربي، وتفرض قيودا مرهقة على عمال الإغاثة تسببت في تعطيل عملهم وتقليص المساعدات”.
الأطفال أكثر تأثرا
واعتبر وزير حقوق الإنسان اليمني أن فئة الأطفال هي الأكثر تأثرا بالإجرام الحوثي حيث قتلت المليشيات أعدادا كبيرة منهم، وأصابت آخرين بعاهات دائمة بسبب فقدان أطرافهم، ما يشكل تهديدا لمستقبل اليمن لوقت طويل، حتى بعد انتهاء الحرب. وأضاف “الميليشيات الحوثية زجت بالأطفال إلى جبهات القتال، حيث وثقت وزارة حقوق الإنسان حتى نهاية 2019 مايزيد عن 30 ألف طفل تم تجنيدهم في صفوفها بالإجبار أو استغلال الأوضاع المعيشية أو الدعاية المضللة وغسل الأدمغة”.
تعذيب النشطاء
أشار عسكر إلى أن الميليشيات الحوثية تواصل استهداف النشطاء والصحافيين اليمنيين والاعتداء عليهم واعتقالهم وتعذيبهم، ومنهم من توفى بسبب التعذيب، وتصدر الأحكام القاسية عليهم بلا ذنب اقترفوه سوى إعلان الانتهاكات بحق اليمنيين وكشف التجاوزات والصدح بالحقائق، منوها إلى أن وزارة حقوق الإنسان وبالتعاون مع المنظمات الحقوقية والنشطاء تعمل على رصد وتوثيق كل انتهاكات الميليشيات الحوثية الإرهابية بحق اليمنيين عبر تقارير دقيقة ورفعها إلى الأمم المتحدة، ومنها تقارير تثبت تورط الميليشيات بانتهاكات مريعة ترقى إلى جرائم حرب، وسوف يتم ملاحقتهم في المحاكم المحلية والدولية لينالوا جزاءهم، مطالبا المجتمع الدولي بموقف حاسم تجاه انتهاكات الحوثيين للهدنة الإنسانية وتعديهم الدائم على المدنيين.
