والحق أنه عانت دول مجموعة السبع في إدارة هذه الجائحة، وتعرضت إلى أصعب امتحان في تاريخها، وهي : الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، ألمانيا، إيطاليا، المملكة المتحدة، فرنسا؛ حيث يبلغ مجموع اقتصادهم ما نسبته 65 % من اقتصاد العالم، واستنفرت هذه الحكومات ومراكز الدراسات والأبحاث، والمراكز الطبية، والشركات الكبرى، ومعامل الأبحاث الطبية، وكل الجهات ذات الصلة جهودها للوصول إلى علاج سريع لهذا الوباء، وفى نفس الوقت توفير الإمكانات المادية والبشرية، خاصة المستلزمات والمعدات الطبية، إلا أنه ظهر العجز والإخفاق بشكل لم يكن في الحسبان.
إن التطور المذهل فـي ميادين الصناعات العسكرية والتسلح، والاتصالات، والمواصلات، وطفرة التقنية الحديثة وغيرها لم يكن تطورًا اعتياديًا بالحسابات المتعارَف عليها، وعلى الرغم من كل ذلك؛ فإنه لم يحم تلك الدول من وقوعها عرضة لمواقف صعبة أمام شعوبهم في امتحان فيروس كورونا، إذ لم يكن تقدمهم الصناعي والتقني المذهل يجعلهم في مأمن من زحف فيروس كورونا المستجد الذي يسري فيهم سريان النار في الهشيم، فكانت أمام أعينهم تتهاوى مستشفياتهم وإمكاناتهم، وظهر للعيان هشاشة أمنهم الصحي، ومدى تراجع شعارات مناصرة حقوق الإنسان التي كانوا يتغنون بها. أليس هذا دليلًا قاطعًا على أن العالم سيكون بعد كورونا غير ما قبلها، وأن العلاقات الدولية والنظام الدولي على جميع المستويات سيتغير تغيرًا جذريًا، كما حصل؟
لقد أصاب العلاقات الدولية والنظام العالمي ما يشبه “تسونامي” في حالات واحداث عديدة منها هذه الجائحة “كورونا” التي لم تكتمل فصولها المأساوية بعد، وكانت أحداث 11 سبتمبر 2001م والتحولات الجذرية التي اعقبتها لها ما بعدها من حيث إن العالم وقف ضد الإرهاب ورموزه، عدا نظام ملالي ايران الذين ما زالوا في ضلالهم وغطرستهم، ولا نستبعد ارتكابهم أو بواسطة وكلائهم وميليشياتهم مغامرات طائشة هروبًا من واقعهم المتهاوي في جميع المجالات، ومن ذلك على سبيل المثال : اقتراف جريمة نشر الأمراض الوبائية، وهذه ليست توقعات، وإنما نادى بها أحد ملاليهم علي رضا بناهيان – المقرب من المرشد الأعلى خامنئي – في تصريح له مؤخرًا “إن ظهور فيروس كورونا هو مقدمة لظهور الإمام المهدي..” ودعا الإيرانيين إلى نشر الفيروس بين الناس، لأن ذلك سيعجل بظهور المهدي.
قلت في مقال سابق: “إنه لا يوجد بلد عربي أو إسلامي تقريبًا، أو أي بلد مؤثر في العالم إلا وقد اكتوى بنار الأعمال الإرهابية الإيرانية بطريقة أو بأخرى، والمؤشرات توحي باستمرار تصدير أيديولوجيتهم تحت ذرائع وأوهام طائفية وشعارات مضللة، وأمام هذا السجل المليء بالمؤامرات والأحقاد؛ فهل يمكن لأي عاقل بعد ذلك كله أن يثق في نوايا نظام ولاية الفقيه في إيران؟
يقول منظّر نظام ولاية الفقيه الإيراني محمد جواد لاريجاني والقريب -أيضًا- من المرشد وشقيق رئيس مجلس الشورى: «إن دول العالم العربي ستصبح في نهاية المطاف بمثابة مقاطعات ستدين للولي الفقيه في طهران بالسمع والطاعة والانقياد، وأن الجمهورية الإيرانية هي دولة المقر بالنسبة للعالم الإسلامي» ويقول: «.. إن مسؤولية إنجاز هذه المهمة تقع على عاتق إيران- التي تعتبر نفسها الركيزة الأساسية للحكومة الإسلامية العالمية، وهي المخولة بالمهمة الإلهية لإنقاذ العالم السني وإخراجه من الظلمات إلى النور». وقال قائد قوات التعبئة الإيرانية: «إن قوات التعبئة «الباسيج» التابعة للحرس الثوري، لم تعد محدودة بجغرافيا إيران، بل باتت تجربة واضحة في دول عربية في سوريا والعراق وسواحل المتوسط (لبنان) واليمن”.
وكيل جامعة نايف العربية للشؤون الاكاديمية سابقا