تحقيق ياسر بن يوسف
أكد أطباء متخصصون إنه لا يمكن الاعتماد على دراسة وحيدة اجريت على الحيوانات تربط وجود علاقة بين أدوية ضغط الدم وكورونا، إذ أوضحت الدراسة إن ادوية الضغط قد تزيد من مستويات إفراز الجسم لبروين يسمى ACE2، ويلتصق فيروس كورونا بهذا البروتين عندما يغزو الخلايا البشرية، وبالتالي يزيد من خطورة الإصابة بالفيروس التاجي لدى المصابين بأمراض ضغط الدم.
(البلاد) حملت روشتة الأسئلة والتقت بعدد من الأطباء والذين فندوا تلك الدراسة مؤكدين أن مرضى القاتل الصامت عليهم تناول أدويتهم باطمئنان لأن ثمة ثلاثة دراسات علمية نفت العلاقة بين غزو فيروس كوفيد للخلايا وتعاطي أدوية ضغط الدم.
يقول الدكتور عمرو شلبي اختصاصي الأمراض الباطنية نشرت بعض المقالات سابقا في شهر مارس الماضي عن تأثير سلبي لنوع من ادوية علاج ارتفاع ضغط الدم على مرضى الفيروس التاجي الذي اصاب العالم كله من حيث زيادة الاصابة او زيادة مضاعفات المرض في حالة استعمال هذه الانواع من أدوية ضغط الدم التي تعمل عن طريق مستقبلات ACE ومضادات عمل الانجيوتنسن حيث ان الفيروس يدخل الجسم عن طريق هذه المستقبلات ويؤثر في خلايا الرئة مما يؤدي الى ضعف حاد بالتنفس، ولكن بعد دراسات متعددة أخرى من اول ابريل ظهر خطأ مثل هذا الدراسة المبدئية بل ان هناك دراسات أخرى أظهرت تحسن حالات مستعملي هذه الأدوية وخاصة مع الحالات الصعبة المنومة بالمستشفيات، ولهذا فانه لا ينصح اطلاقا من جميع الهيئات العلمية في العالم بإيقاف مثل هذه الأدوية واستمرار علاج المرضى بها وخاصة مرضى الحالات الحرجة من الفيروس التاجي.
من وجهة نظري إن هذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلًا، فهي دراسة وحيدة كشفت علاقة أدوية الضغط بكورونا في حيوانات التجارب بينما مثل هذه الأمور تحتاج إلى دراسات محكمة وسريرية على البشر.
واكد انه في المقابل نفت 3 دراسات جديدة هذه العلاقة بين البروتين وفيروس كورونا، وتوصلت إلى أن أدوية ضغط الدم الشائعة لا تعرّض الأشخاص لخطر أكبر بالإصابة بفيروس كورونا، إذ وجدت الدراسات الثلاث، التي نشرت في مجلة “نيو إنغلاند” الطبية المرموقة، أن تناول أدوية الضغط (لا يحدث فرقاً) بشأن خطر أو شدة الإصابة بفيروس كورونا.
تأثير الأمراض
من جانبه يقول الدكتور سمير شعث: منذ انتشار كورونا سعى العلماء الى دراسة تأثير الأمراض المزمنة على مصابي كورونا، وبالفعل وجدوا إن كثيرا من المصابين بكورونا والمصابون اساسا بأمراض الضغط والقلب والسكري عانوا من مضاعفات عديدة، ولم يتناول العلماء أية جوانب متعلقة بأدويتهم العلاجية.
وخلص إلى القول: من وجهة نظري الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت لإثبات هذه العلاقة إذ لابد من رصد الحالات البشرية التي تشكو من ضغط الدم واصيبوا بكورونا ودراستها وملاحظة مدى تأثرهم بأدوية الضغط، ولكن أنا شخصيًا لا ارى وجود أية علاقة بين دواء الضغط وكورونا.
وفي السياق نفسه يقول الصيدلي سلامة الفرا: اعتقد بأننا بحاجة لمزيد من الدراسات لاكتشاف صحة علاقة أدوية ضغط الدم بكورونا ، ومن وجهة نظري طالما وجدت ٣ دراسات أخرى تنفي هذه العلاقة فإنه يجب ألا ننظر إلى تلك الدراسة المزعومة، وخصوصًا إن ضغط الدم من الأمراض الشائعة المنتشرة في كل دول العالم، وبالتالي فإن خروج هذه الدراسة في هذه الفترة وعدم وجود أي دلائل على صحة هذه العلاقة فإنه يجب ألا يؤخذ بنتائجها. وشدد على مرضى الضغط باستمرار تناول الأدوية الموصوفة وعدم التوقف عن العلاج لأن ذلك قد يعرضهم لمضاعفات خطيرة.
السكتة الدماغية
وحول مرض ضغط الدم يقول الدكتور هشام احمد الحسيني ارتفاع ضغط الدم هو مرض شائع يحدث عند حصول ضغط مستمر على جدران الشرايين وعلى مدى طويل، وعادة لا يوجد له أعراض، ولكن يمكن أن يسبب مشاكل خطيرة مثل السكتة الدماغية، وفشل القلب والكلى، كما أن سبب الإصابة به هو زيادة عبء العمل على القلب والأوعية الدموية، ويعتمد اكتشاف الإصابة به على قراءة قياسات ضغط الدم، ويمكن التحكم به من خلال اتباع نمط حياة صحي وأخذ الأدوية (إذا لزم الأمر).
وحول عوامل الخطورة قال: هذه العوامل تتمثل في الوراثة، التقدم في العمر، الجنس، السمنة ، التدخين ، الضغوط النفسية ، نمط غذائي غير صحي وذلك بالإكثار من الملح ، الأمراض المزمنة: مثل داء السكري وغيره ، نمط الحياة الخامل وعدم ممارسة النشاط البدني.
وحول العلاج اختتم حديثه: بناء على التشخيص سيتم وضع خطة للعلاج التي تشمل تغييرا في نمط الحياة مثل ممارسة النشاط البدني، واتباع نظام غذائي صحي ، والأدوية للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم.
خلايا الرئة
يقول الصيدلي أحمد أبو الريش: في بداية انتشار الفيروس.. حدث خلاف حول هذه الادوية. لأن الفيروس يستخدم ACE كمدخل لخلايا الرئة.
بعض الدراسات كانت تقول ان هذه الادوية مفيدة ضد الفيروس ودراسات اخرى قالت العكس..لكن الخلاصة والتوصيات العالمية وحتى هيئة الغذاء والدواء السعودية اوصت بأن مرضى الضغط الذين يأخذون ادوية ACEIs or ARBs يفضل انهم يستمرون على علاجاتهم ولا يوقفونها.
وكان ثمة أطباء قد دقوا ناقوس الخطر في شهر مارس الماضي بشأن وجود صلة محتملة بين أدوية تنظيم ضغط الدم التي يتناولها ملايين المرضى في العالم، وفيروس كورونا المستجد.
ويذكر أن مثار هذا القلق لدى الأطباء ناجم عن دراسات أجريت على الحيوانات، خلصت إلى أن ادوية الضغط قد تزيد من مستويات إفراز الجسم لبروتين يسمى ACE2.
ويلتصق فيروس كورونا بهذا البروتين عندما يغزو الخلايا البشرية، وبالتالي يزيد من خطورة الإصابة بالفيروس التاجي لدى المصابين بأمراض ضغط الدم، وفق ما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
لكن 3 دراسات جديدة نفت هذه العلاقة بين البروتين وفيروس كورونا، وتوصلت إلى أن أدوية ضغط الدم الشائعة لا تعرّض الأشخاص لخطر أكبر بالإصابة بفيروس كورونا، بحسب “سكاي نيوز عربية”. ووجدت الدراسات الثلاث، التي نُشرت في مجلة “نيو إنغلاند” الطبية المرموقة، أن تناول أدوية الضغط “لا يحدث فرقاً” بشأن خطر أو شدة الإصابة بفيروس كورونا.