جدة- البلاد
عاد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، إلى تورينو للالتحاق بفريقه يوفنتوس حامل اللقب والمتصدر، تزامنا مع معاودة التمارين الفردية، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن مسألة استئناف الدوري الإيطالي لكرة القدم محسومة، بل هناك شكوك في إمكانية إنهاء الموسم مع استمرار تفشي فيروس كورونا.
وأفادت الصحف المحلية أن طائرة خاصة على متنها رونالدو وعائلته حطت في مطار تورينو، وذلك بعد أن أمضى النجم البرتغالي أسبوعين في العزل المنزلي في مسقط رأسه بجزيرة ماديرا.
لكن أولئك الذين يأملون بأن الضوء الأخضر الذي منحته الحكومة من أجل استئناف التمارين الفردية سيكون بمثابة مؤشر لاستئناف الدوري، سرعان ما تلقوا صفعة من وزير الرياضة فينتشنزو سبادافورا الذي قال في صفحته على فيسبوك: “هناك الكثير من الأمور الغريبة التي يتم تداولها، لكن شيئا لم يتغير فيما يتعلق بما قلته دائما عن كرة القدم”.
وشددعلى أن عودة تمارين الفرق لن تتم قبل 18 مايو، واستئناف الموسم أمر لم يتم التطرق اليه. اعتذر، لكن حاليا أفضل التركيز على الرياضات والمجمعات الرياضية الأخرى (ليس ملاعب كرة القدم، بل النوادي الرياضية وأحواض السباحة…) التي يجب أن يُعاد فتحها في أقرب وقت ممكن”.
واختصرت الصورة المركبة التي نشرتها صحيفة “كورييري ديلو سبورت” لوزير الرياضة حاملا خنجرا وعلى وشك أن يغرزه في بالون، ما يعنيه الموقف الصادر عن سبادافورا الذي قام بـ “هجوم على كرة القدم” بحسب ما عنونت الصحيفة الرياضية.
وعلى الصعيد الرسمي، أعرب القيمون على اللعبة في إيطاليا عن رغبتهم في إكمال البطولة التي توقفت في 9 مارس قبل 12 مرحلة على نهايتها، وتم التأكيد على هذا الموقف من قبل أندية الدرجة الأولى العشرين في الأول من مايو الجاري.
لكن عاد التباين في المواقف الى الواجهة من خلال ما صدر عن ناديي بريشيا وتورينو الذي أكد رئيسه ومالكه أوربانو كايرو وجود “آراء متباينة”، بحسب تعليقات نقلتها صحيفة “غازيتا ديلو سبورت”.
وأشار كايرو الى أن “الجميع في طور تقييم ما إذا كان الاستئناف ممكنا وهذا أمر طبيعي، حتى لو كانت الكلمة الأخيرة في يد المؤسسات” الحكومية.
وشدد على أهمية إجراءات الأمن الصحي الأساسية للموظفين “دون أن ننسى أن اللاعبين قد توقفوا (عن التمارين واللعب) ووضعوا أنفسهم في الحجر المنزلي لمدة شهرين”، ما يعني أنهم ليسوا جاهزين بدنيا لمعاودة نشاطهم الكروي.
التبعات الاقتصادية
وفي الأول من مايو أكدت أندية الدرجة الأولى أنها ستلتزم بالقرارات الحكومية، في وقت حذر مسؤولو اللعبة من التبعات الاقتصادية لقطاع تصل أرقام أعماله الى 4.7 مليار يورو.
ووفقا لموقع “كالتشيو اي فينانسا” المتخصص، فإن قرار عدم استكمال الموسم الذي قد يُتخذ اليوم الأربعاء من قبل رئيس الوزراء جوسيبي كونتي بحسب ما أفادت الأحد الماضي صحيفة “لا ريبوبليكا”، يطرح تساؤلات بشأن عائدات حقوق النقل التلفزيوني المقدرة بـ400 مليون يورو، بما في ذلك مبلغ 340 مليون يورو عن الموسم الحالي، والتي كان من المفترض أن تدفع في مايو.
وإدراكا منها بحجم المسؤولية المترتبة عن قرار استئناف الموسم من عدمه، وضعت الأندية الكرة في ملعب الحكومة لكي تتسلح بالحجج تجاه الشركات الناقلة للدوري والرعاة في حال حاول هؤلاء التنصل من الالتزامات المالية.
ومن المقرر أن يعقد الاتحاد الإيطالي للعبة اجتماعا يوم الجمعة المقبل قد يكون حاسما، في وقت قال رئيسه غابرييلي غرافينا: “لن أوقع أبداً على نهاية البطولات” لأن ذلك سيكون، بحسب قوله، بمثابة “موت الكرة الإيطالية”.
وقدَّر غرافينا الأربعاء الماضي خسائر القطاع الكروي بنحو 700 أو 800 مليون يورو في حالة توقف الدوري بشكل نهائي.
ومن دون معرفة ما إذا كان الموسم سيُستأنف، بدأت الأندية الاثنين إعادة فتح مراكز التمارين لكن على أن تبقى فردية التزاما بقرار وزارة الداخلية، في الهواء الطلق مع احترام التباعد الاجتماعي وتخفيف وجود الطواقم الفنية بالحد الأدنى إن لم تكن غائبة بالكامل.
وطالب يوفنتوس بعودة لاعبيه الأجانب العشرة الى تورينو، بينهم رونالدو الذي سيلتزم الحجر المنزلي لمدة 14 يوما قبل الالتحاق بالتمارين.
وبدأ بطل المواسم الثمانية الماضية الذي كان يتصدر الترتيب بفارق نقطة عن لاتسيو قبل تعليق الموسم، بإخضاع لاعبيه للفحوص للتأكد من عدم اصابتهم بفيروس “كوفيد-19″، وكان فيديريكو برنارديسكي والكولومبي خوان كوادرادو والحارس كارلو بيسنوليو والويلزي آرون رامسي وليوناردو بونوتشي أول الواصلين إلى المركز الطبي الخاص بعملاق تورينو. وينتظر فريق المدرب ماوريسيو ساري عودة كل من الهولندي ماتيس دي ليخت والفرنسي بليز ماتويدي الذي سافر الى بلاده بعد تعافيه من الفيروس، فيما بقي الأرجنتيني غونزالو هيغواين حتى الآن في بلاده التي سافر اليها لكي يكون الى جانب والدته المريضة.