الخرطوم – البلاد
خياران لا ثالث لهما وضعهما وزير الصحة السوداني الدكتور أكرم على، أمام الشعب، فإما الالتزام بالعزل الصحي المنزلي أو التدرج مع مراحل كورونا المستجد حتى الموت، مبررا ذلك بأن لا علاج ناجع لـ”كوفيد 19″، وكل ما ستقوم به وزارة الصحة هو منح المريض جرعة “دربات”، ومسكن آلام “بنادول”، ومن ثم “أوكسجين”، وإن لم يستجب لها وساءت حالته فسيكون الموت هو مصيره المحتوم. شفافية عالية للمرة الأولى من مسؤول سوداني تجاه الشعب، يريد بها الحفاظ على صحته، عندما رأى أن الغالبية لم تلتزم بقرار منع التجول في الفترة الماضية،
فما كان منه إلا أن واجههم بالحقيقة المجردة دون مساحيق، ليقطع الطريق على المستهينين بخطورة المرض، ويعلمهم بالمصير الذي سيلاقونه حال لم يلتزموا بالإجراءات التي فرضتها الدولة وشددتها بالمنع الكامل اعتبارا من اليوم (السبت)، بعد ارتفاع حصيلة المرضى إلى 442 شخصا عقب تسجيل 67 حالة في يوم واحد أمس الأول، وزادت حصيلة المتوفين إلى 31 حالة، كنسبة عالية جدا مقارنة بعدد المصابين.
وأثارت تصريحات الوزير السوداني، عاصفة جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبرها البعض “طريقة صادمة”، وآخرون رأوا فيها المثل القائل: “آخر العلاج الكي”، لأن ما تحدث عنه واقع في ظل ضعف الإمكانات الصحية في البلاد، ولابد من التحذير بلهجة صارمة لوقف تفشي الفيروس الخطير.