البلاد – رضا سلامة
تواصلت الاحتجاجات الشعبية في عموم لبنان، أمس (الجمعة)، في اليوم الذي يصادف عيد العمال، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار الليرة وتفشي الفساد والبطالة والفشل الاقتصادي والسياسي لحكومة “حزب الله”، ذراع إيران في لبنان، إذ توافد المتظاهرون من مختلف المناطق على ساحتي رياض الصلح والشهداء، رافعين الأعلام اللبنانية على وقع الأغنيات الوطنية، محاولين إعادة نصب الخيم في ساحة الشهداء وسط تواجد مكثف لعناصر القوى الأمنية.
وتظاهر الطلاب أمام وزارة التربية دعما لمطالب الحراك واعتراضا على نظام “الامتحان عن بُعد”، كما ندد محتجون أمام مصرف لبنان بالسياسة المالية الفاسدة التي أدت لتهاوي العملة الوطنية مقابل الدولار، وتوافد متظاهرون إلى وزارة العمل في المشرفية، حيث انطلقت تظاهرة من أمام مقر الاتحاد الوطني لنقابات العمال إلى ساحة رياض الصلح، وقطع متظاهرون اوتوستراد البداوي في الاتجاهين، وأوقف آخرون السير عند تقاطع برج الغزال باتجاه جسر الرينغ.
وشهدت مناطق عديدة بالإضافة إلى بيروت، مسيرات ووقفات احتجاجية، خاصة في طرابلس وصيدا والبقاع والنبطية، إذ انطلقت مسيرة راجلة ترافقها الدراجات النارية من ساحة النور وجالت شوارع طرابلس، وتوافد متظاهرون إلى أمام مصرف لبنان في صيدا، وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني وعناصر مكافحة الشغب، وتكرر الأمر في مناطق بالبقاع والنبطية.
وفي إطار محاولاته لتهدئة الشارع الناقم على الطبقة السياسية الفاسدة ومنها حكومة دياب التي جاء بها “حزب الله”، دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رؤساء الكتل النيابية للاجتماع في قصر بعبدا يوم الأربعاء القادم. وقال المستشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا أن الدعوة هدفها إطلاع المدعوين على البرنامج الإصلاحي الذي أقره مجلس الوزراء الخميس والمتضمن سلسلة إجراءات لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد، ورفضه الشارع في حينه مؤكدا أنه لا سبيل للفاسدين بالاستمرار وإنما سيكون مصيرهم السقوط الحتمي قريباً.
ولفت شلالا إلى أن الدعوات وجهت إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء حسان دياب، ورؤساء الكتل النيابية، موضحا أن المجتعمين سيستمعون إلى شرح مفصل للخطة التي أقرت يقدمه عدد من الخبراء المعنيين، على أن يلي ذلك الاستماع الى وجهات نظر الحاضرين حيال مضمون الخطة.
إلى ذلك، أكد سياسيون لبنانيون أن حظر السلطات الألمانية “حزب الله” اللبناني على أراضيها وتصنيفه “منظمة إرهابية”، سيرتب تداعيات سلبية على مسار علاقة المجتمع الدولي ببيروت وبحكومتها ذات اللون الواحد، خاصة إذا لم تعرف الحكومة كيف ترسم حدا فاصلا بين قراراتها وسلوكها من جهة، وبين محاولات حزب الله لفرض هيمنته عليها وعلى توجهاتها المحلية والخارجية، السياسية منها والمالية والاقتصادية والأمنية.