الفكر أم المال .. أم الاثنان معًا..
قضية جدلية سيطرت على الشارع الرياضي لسنوات وسنوات ،،
هل إدارات “الكاش ” تنجح.. أم إدارات ” الفكر ” تسيطر،،
أم أن هناك إدارات قادرة على توفير الكاش، وتمتلك الفكر الإداري المميز في تسيير أمورها،،
إذاً لا يمكن بأي حال حسم هذه القضية؛ لأن كل طرف منها يمتلك الحجج الدامغة في جعل رأيه هو الأصح ،،
طيب .. في سنوات سابقة، سيطرت إدارات الملاءة المالية على المشهد الرياضي، وخصوصاً في تحقيق الألقاب والمنجزات، وكان توفر ” المال ” يساهم بشكل كبير على تغطية الكوارث الإدارية، وتعديل مسار الكثير من القرارات الخاطئة، وخصوصا في عملية التعاقدات مع الأجهزة الفنية، واللاعبين الأجانب، وبالتالي استمرارية مطلقة على المنافسة؛ حتى لو غاب الفكر الإداري ،،
فيما كانت بعض الأندية، التي ليس لها قدرات مالية، أما أن تكتفي بالتواجد في الوسط، أو الصراع على الهبوط حتى يتوفر ” الكاش ” وتفكر بعدها بالمنافسة ” البسيطة ” حتى لو كانت تمتلك الفكر الإداري المميز فالسطوة كانت لأصحاب “المال ” ،،
ولكن في الموسم الماضي والحالي، ومع الإنصاف، والدعم الحكومي السخي والعادل في الوقت نفسه، الذي وجدته الأندية، وفق ضوابط وإجراءات عملت لعملية الصرف .. اتجه معيار النجاح نسبياً إلى الإدارات التي تمتلك القدرة الإدارية والفكر الاستراتيجي والاستثماري في تسيير أعمال أنديتها وعادت للمنافسة بعد غياب قصري لسنوات؛ بسبب “الملاءة المالية ” كما غابت بعض أندية المال عن المنافسة وأصبحت تصارع؛ من أجل الثبات داخل الدوامة التي وضعت فيها بسبب غياب الفكر الإداري القادر على إخراجها وعدم قدرتها من الاستفادة من ” المال العادل الذي يصرف لها بسبب تعودها على الهدر المالي سابقاً ،،
بينما حافظت بعض الأندية، والتي كانت تمتلك ” المال ” والفكر ” معاً على تواجدها في خارطة المنافسة ،،
ولكن السؤال الأهم من سينجح بعد أزمة كورونا والتبعيات المتوقعة لهذه الأزمة التي حتما ستؤثر على الأندية بشكل عام، فهل ستعود إدارات السطوة المالية ” إن وجدت ” أم سينجح من يمتلك الدراية الإدارية والفكر الاستراتيجي والاستثماري في توفير احتياجات النادي وفق المتطلبات للمحافظة على التواجد في المنافسة والمقدرة على تحقيق الألقاب،،
من وجهة نظري أن الموسم المقبل سيشهد الكثير من المتغيرات في عالم كرة القدم بشكل كبير؛ سواء على المستوى العالمي أو حتى المحلي وستسيطر الأندية التي لديها القدرة الفكرية العالية في استثمار أدواتها بالشكل الصحيح وتقنين مصروفتها والبحث عن روافد استثمارية لدعم خططها للوصول إلى أهدافها دون عثرات تؤثر على المسيرة بشكل واضح كما أتوقع أن الموسم المقبل سيشهد قرارات تاريخية من بعض الأندية؛ من أجل المحافظة على نجاحاتها فالأهم أن تكون هذه القرارات ذات ناتج يحقق تطلعات جماهيرها …
@atif_alahmadi