المحليات

قناة ذكريات نافذة لاستعادة تفاصيل الزمن الجميل

جدة – رانيا الوجيه

ما زالت الذائقة الجمعية في المملكة العربية السعودية وفي دول الخليج العربي تستذكر برامج التلفزيون السعودي وبرامجه الشيقة ، خصوصا البرامج الترفيهية والمسلسلات البدوية والحوارات مع شخصيات مؤثرة في المجتمع ، كل هذا الزخم الجميل تجري اعادته حاليا في قناة ” ذكريات ” والتي تعد بمثابة شرفة يطل منها الجيل الحالي على فضاء الأمس بكل تفاصيله الجميلة ، برامج رغم محدودية التقنيات في ذلك الزمن ولكنها كانت مبهرة وترسخت في ذائقة الأجيال وما زال لها طعم وحضور مثل وردة ظارجة على شرفة القلب.

( البلاد ) التقت بعدد من الكوادر التي شاركت في تلك البرامج فضلا عن بعض المتلقين والذي اكدوا ان قناة ذكريات بمثابة رافد آخر للإعلام السعودي ومنها يطل الأبناء على مواد وبرامج ومسلسلات ما زال صداها يسطع في الذاكرة .

كل قديم جميل لذا أتت طلة قناة ذكريات بابداعات رواد في كل المجالات الإعلامية المختلفة، الحوار وفنونه وقدرة المحاور على سبر أغوار الضيف، سلامة الزيد في برنامجه الحواري ” كشف حساب” درس لأجيال تتربى على الاستفادة منها.


في البداية أوضح مذيع نشرة الأخبار سبأ باهبري بقوله هذه القناة أتت لتسد فراغا كان يعاني منه المشاهد السعودي المتعلق بتاريخ التلفزيون منذ بداياته قبل 50 عاما ولم يكن يجد هذه الماده التي ينشدها في أي مكان لان التلفزيون كان يحتكر وجود مثل هذه المواد التي اذيعت ونشرت قبل أن يكون هناك وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت، وقبل أن يكون هناك سهولة لتسجيل ماكان يعرض على الشاشة في ذلك الوقت ، فمعظم المواد التي ظهرت كانت احتكاراً وإمتيازاً كاملاً لوزارة الاعلام والتلفزيون السعودي وأيضا اطلاق قناة ذكريات في هذا التوقيت الذي تتواجد فيه العوائل والأسر في منازلهم بسبب هذه المحنة التي طرأت علينا ونسأل الله أن يمن علينا برفعها على الأمة الإسلامية والبشرية أجمعين، جاءت في وقت جدا مناسب حتى يحتفي بها المشاهدون السعوديون المتشوقون لهذه الاعمال وهم في منازلهم وفي راحة وطمأنينة ومتسع من الوقت للعودة الى الذكريات الجميلة.

حياة الهدوء
أما من حيث العودة مره أخرى على شاشة التلفزيون من الممكن العودة في حال كان البرنامج يناسب مرحلتي العمرية وأسلوب حياتي الجديد فمن بعد التقاعد أصبحت ارتاح وألجأ إلى الهدوء والتحلل من كل الإرتباطات، ولكن هناك دائما شوق لتجديد التواصل مع المشاهدين ، وفي حال عرض عليا عملا مناسبا لن أتردد ، بدليل مبادرة قناة الإخبارية حينما طلبوا مني تقديم نشرة الأخبار وكانت هذه الفكرة تراودني كثيرا ولكن بأن تكون مره من كل أسبوع من يوم الجمعه أو تقديم نشرة الثلاثاء التي يعرض بها جلسة مجلس الوزراء ولكن دون إرتباط كامل.

كواليس الأمس
لؤي محمد حمزة ووالده الفنان محمد حمزة يقولان إن هذه القناة جاءت لتنعش ذكريات جميلة سواء لنا كفنانين وللمشاهدين أيضا ، واختيار هذا التوقيت صائب جدا في ظل اجتماع الأسرة معا من كل الأجيال في البيت وتعرفهم على تلك الأعمال التي كانت تقدم طيلة السنة وخاصة ذكريات التلفزيون السعودي في رمضان وفي وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون مازالوا يحتفظون على أرشيف كبير من هذه الأعمال الفنية والبرامج في تلك الحقبة ، ومنذ إنطلاق قناة ذكريات إستقبلت مكالمات عديدة من مختلف مناطق المملكة من المشاهدين الذين أشادوا بالقناة وأخبروني أنهم يعرفون أبناءهم على تلك الأعمال مستذكرين الماضي الجميل، والتأمل في طريقة تقديم الأعمال الفنية والديكورات والملابس وأنواع الهواتف التي كانت موجودة لم يعاصرها الجيل الجديد، ومن منطلق هذا الحديث أود أن أوجه شكري لوزير الإعلام وجميع القائمين على قناة ذكريات في هذه الخطوة الجميلة والتي لاقت إعجاب كبير من جميع المشاهدين، كما أن الوالد الفنان محمد حمزة يتابع هذه القناة ويشاهد تلك الأعمال ويستذكر كل التفاصيل وراء كواليس أعماله الجميلة.

ففي الفترة الماضية التي كنا نعمل بها كان لها عاداتها وتقاليدها وأمور عديدة تحكم المواضيع التي كنا نطرحها على شاشة التلفزيون ولم يكن هناك جوالات ولا وسائل تقنية كاليوم، كما أن لكل فترة ولها مواضيعها وقضاياها التي يتم تناولها والان أنفتحنا على العالم، فالان تغير الوضع وإيقاع الحياة أسرع وأسهل عن الماضي فإذا أعدنا مشاهد من مسلسلات ذلك الزمن لن يتقبله المشاهد، كما أن الزمن الحالي ستتحكم فيه المشاكل والقضايا التي نعيشها الان كما ان العادات والتقاليد إختلفت كثيرا ، ومع دخول السينما في مدن المملكه أصبح المشاهد يبحث عن الأعمال التي تتضمن الأكشن والحركة والإثارة.

ترفيه منزلي

ويشكر بدر مرديني وهو نجل الاعلامية دنيا بكر يونس كل من ساهم وأشرف على إنشاء قناة ذكريات ويقول: أني وبكل فخر من “جيل الطيبين” قد غمرتني السعادة بعد مشاهدتي لقناة “ذكريات” وبين كل برنامج ومسلسل؛ وقفات حميمة استشعرتها من محطات حياتي الماضية من طفولتي لشبابي، والان أنا أب لأربعة تجاوزوا سن الرابع عشر و متى اردنا العودة الى الماضي الجميل نشاهد “ذكريات أجمل”.


ايام الطفولة
آلاء تمار قالت : منذ بداية الحجر المنزلي كنت أفكر في تسلية وقتي بأي أمر سواء على اليوتيوب أو غيره من التطبيقات الترفيهية ، ومع الوقت أصبحت أشعر بملل وراودني بيني وبين نفسي البحث على اليوتيوب لبرامج ومقاطع فيديوهات ومسلسلات قديمة والإعلانات التجارية القديمة التي كانت تعرض على التلفزيون في السابق، إلى أن سمعت عن قناة ذكريات وتمنيت مع نفسي أن يستخدموا الأرشيف الموجود في وزارة الإعلام التي كانت تعرض في فترة السبعينات والثمانينات وتفاجأت عندما فتحت القناة وشاهدت البرامج التي كنت أبحث عنها ومنها برنامج ربوع بلادي ومسلسل أصابع الزمن وبرامج المسابقات المسائية وشعرت بالسعادة واسترجعت بالذاكرة إلى أيام الطفولة الجميلة وبالتالي أوجه شكري لوزارة الإعلام أنهم ابتكروا هذه الفكرة الرائعة التي أشغلت وقت المشاهد والتساؤل كيف كنا نعيش بدون أجهزة ذكية وتطبيقات ومواقع ترفيهية على الانترنت وكيف كنا نعيش بدون تلك التقنيات وفي سعادة وهدوء.

لم الشمل
بدر السقاف أوضح بقوله لنا في كل برنامج وفي كل مسلسل وفي كل مقطع من الإعلانات القديمة التي كنا نرددها ذكرى جميلة أعادتها إلينا قناة الذكريات، فقد ابهرتنا هذه القناة بكل ما أعادت تقديمه من أرشيف التلفزيون السعودي سواء من القناة السعودية الأولى أو القناة الثانية الإنجليزية، وهذه فرصة عظيمة للأجيال الجديدة أن يتعرفوا على طبيعة وأسلوب حياتنا في الماضي والديكورات وموضة الملابس والهواتف المنزلية حينما كنا لا نعرف الجوالات الذكية والتطبيقات والتقنية الحديثة، وكيف كانت عاداتنا وتقاليدنا في الماضي ، فقد أعادت قناة ذكريات الملحمة العائلية ولم شمل أفراد الأسرة امام شاشة واحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *