مع إطلالة شهر البركة رمضان ،وبعيدًا عن فلاشات الأضواء ، وفنار الأفنية اللامعة لمقرات إذاعة الأخبار ، وبالقرب كل القرب من محيط حجرنا الصحي ، ومن نافذة الإطلالة الحية بقناديل الشعيرة ، تُخط السيرة ، وتستكمل المسيرة ، وتغمرنا نشوة الانتصار ، بقيمة الوجود ، بحقيقة أصالة المعتقد المستمد ، والظل الوارف الممشوق فوق سارية أخضر العلم ، بالكثير من التبجيل والإكبار ، لمساحاتنا الخضراء على امتداد صحراء الذهب ، ورقم التاريخ الصعب ، من كعبة قبلتنا ، إذ تتشرف بها السعودية رمز وحدتنا، ومن ثرى خير الورى بطيبة وطيبها ،ومن أحفور أجا وسلمى ،
ومن أخدودها وشم جبالها وعالي تلالها، بعدد ثمار نخلها ، وحبات زيتونها ، وينبايع عيونها ،بكاملات علومها ، وصروح نيومها ، ومع تعاقب الفصول ، واختلاف الفكر واتزان العقول بابتهالات ألسن الشاكرين ، ورغماً عن إنكار التفضل من الناكرين ، ونكالاً بحملات الإغراض من الماكرين ، من نافذة الوجود ، إلى أقاصي الحدود ، إلى أعماق بحرنا ، وعلى امتداد خليجها، بعدد أفواج حجيجها وبفاخر جدودها ملوك بنت مجدها وحمت حدها يـــمــمــنا
شطر نجد بحجر يمامتها ملك وشاحه كان لأرضه غمامتها ، أغاثها ليظفر بسلامتنا وسلامتها ، وولي عهد لنا معه وبه سيرةٌ ، العزم عدتها والمجد غايتها ،في الأزمة كنّا قدوة الأمة ، في الغمة بعون الله تنجلي الغمة ، في الأزمة نحن القمة ،قد سطرنا معاني القيادة للرعية، وأثبتا للعالم أسمى معاني الحرية، مآذننا صادحة أذان ، وفتيا الأئمة مقتضى الحال والزمان ، تكلاننا على الله في الرخاء ولم نتواكل.
لصحتنا أيادٍ بلسم ، معاطفهم البيضاء قلوبنا النابضة بالسلام ،تعليمنا مصدر تعقيمنا ،ورجال أمننا دمهم من دمنا،وجندنا البواسل فخرنا،ومقيمنا أخ لنا،منازلنا من نور ،والكل مع أخيه صادق شعور.
هذه هي السعودية عشنا بها الرخاء فلم ولن تفرقنا شّدة، فكل عام وقيادتنا وشعبها بخير ، لازال هذا الوطن يدون على صفحات الأحداث شموخاً يُحتذى ، وعملاً يُقتدى ، ينتهي فيه مجد ومنه يُبتدأ.