البلاد – رضا سلامة
وضع النظام الإيراني نفسه في عين العاصفة الأمريكية والأوروبية بعد تصعيده الأخير بإطلاق قمر عسكري للفضاء بصاروخ باليستي، ما شكل انتهاكا خطيرا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، وتهديدا جسيما للأمن والسلم الإقليميين والدوليين، في وقت يبدد فيه الملالي موارد الدولة على التسلح ودعم الإرهاب، بينما الشعب الإيراني يعاني أوضاعا اقتصادية وصحية حرجة.
وقال مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن الإيرانيين يموتون بسبب كورونا ونظامهم فخور بإهدار مواردهم. وأضاف: “يجب ألا يشعر أحد بالأسف على الحكومة الإيرانية. لا ينبغي السماح لإيران بتطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. ولهذا السبب تخضع هذه الحكومة للعقوبات”.
واتهم 50 من كبار المسؤولين والخبراء الأمريكيين السابقين في الشأن الإيراني، طهران باستخدام تفشي فيروس كورونا كسبب للضغط على الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات مع الاستمرار في إنفاق الأموال لتمويل الأنشطة الخبيثة في المنطقة، على الرغم من أن الإدارة الأمريكية قالت مرارا وتكرارا إن المساعدات الإنسانية لإيران لا تتأثر بالعقوبات. ودعا المسؤولين الأمريكيون ترمب إلى “مضاعفة حملة الضغط القصوى لإجبار طهران على إنفاق الأموال على الشعب الإيراني، وليس على طموحات نووية واضطهاد داخلي” .
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس: “في الوقت الذي يقولون فيه ثقوا بنا وأرفعوا العقوبات، يطلقون الصواريخ”.
ولم يتوقف التنديد بالانتهاكات الإيرانية على أمريكا ومسؤوليها، حيث اعتبرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا إطلاق إيران القمر الصناعي العسكري عبر صاروخ ” قاصد” انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي يحظر على إيران إجراء أية اختبارات على صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية، مشددين على أنه يزعزع أمن المنطقة ويهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وفي استفزاز جديد سيكلف إيران تبعات فوق طاقتها، أعلن الحرس الثوري الإيراني، أمس (الجمعة)، عن نيته إطلاق قمر آخر مشابه قريبا، في تحد واضح للإدارات الأمريكية والأوروبية، وقال قائد وحدة الفضاء في الحرس، علي جعفر أبادي، إن “خطوتنا التالية هي إطلاق القمر “نور 2″ ضمن مشروعنا العملاق”.