إذا نُطق باسمك في غير وجودك !! خلال كم سيُنتهى منه؟، اسمك الرباعي يحتاج ٤ ثواني فقط وهي مدة خروج الحروف من الشفتين. فإن كنت ذا خصال حميدة فسيضاف عليها ثواني أخرى مثل الله يذكره بالخير ، أو ماشابه ذلك وستمتد إلى 10 ثواني أخرى أما في حال كنت من المحسنين فستكسب ثواني اضافية من المديح والثناء ، وقد تصل إلى دقيقة.
لاحظت وانا استمع لجدتي عن اجدادي الذين ماتوا عن بعضهم بقولها ” الله يرحمهم ” فقط وعن آخرين من اجدادي بذكر محاسنهم وشجاعهتم وكرمهم ، والإسهاب في ذلك بل والتكرار كلما سنحت الفرصة ، فمنهم من منح ثواني وآخرين منحو بالساعات.
فقمت بالتحري من أطراف محايدة.فتبين لي مالسبب وهو لا يخفى على أحد..من أساء إليها ثواني ، ومن أكرم إليها واحسن فساعات بل وأيام .
يقودنا ذلك إلى أننا قد لا ننتبه إلى تصرفاتنا مع الآخرين ونظن أنها لحظيه تنتهي في حينها.
بل بالعكس تماماً تدوم وتحُفر في الذاكرة، وخاصةً الأطفال فهم لا ينسون أبدا.
حين نبهني صديقي عن اليوم العالمي للمعلم قلت وماذا أفعل، اقترح علي إرسال هدية إلى معلمي المفضل، رحبت بالفكرة ، ولكن احترت على من سيقع الاختيار؟.
“تخيل” خلال 12 عاما دراسيا لم يعلق بذاكرتي سوى معلم واحد فقط. والسبب انه كان بشوشا لطيفاً ويعاملنا باحترام وابتسامة لا تفارق محياه. أحد المعلمين كان اسمه خالد. ولم يكن له من اسمه نصيب فلم يخلّد في الذاكرة، وانتهى ذكره بنهاية ذلك العام الدراسي.
وكم كانت لديهم من فرص وأوقات ليغرسوا فينا ما يشاؤون، وتطول معهم الأوقات بذكرهم الطيب.
البعض منا يحلم في الحصول على جائزة نوبل، وينسى الابتسامة في وجه حارس العمارة.
نسعى لتحقيق ثروة مالية ..ونزهد في ثروة مجانية اسمها الأصدقاء والعائلة.
هل تعتقد مثلي بأنها مشكلة. أن تعيش 80 عاما ثم تختصر سيرتك في دقيقه واحدة.
ما أود قوله هنا أن نركز على الدائرة القريبة من حولنا ” العائلة ، الجيران ، الزملاء ” وان لا نزهد في أبسط الأشياء التي من الممكن فعلها مجاناً وتجعلهم سعداء في حضورنا حزينين على فراقنا.
وقبل أن اودعك سأخبرك عن انسان لم ينقطع ذكره منذ 1400 سنة..اظنك عرفته، صلى الله عليه وسلم. وحين مدحه الله قال :” وأنك لعلى خلق عظيم”.