أخذت جائحة وباء كورونا المتفشي في العديد من دول العالم ، زاوية لم يتوقعها أكثر المتشائمين على وجه البسيطة، فبدل من تعاون الدول وتكاتفها للكشف عن لقاح فعال ، في الوقت الذي تبادلت عدة دول الاتهامات فيما بينها عن السبب في انتشار الوباء وما اذاكان سلاحا بيلوجيا، بل طالت الاتهامات منظمة الصحة العالمية.
والمثير للدهشة أن الاتهامات جاءت في وقت تسجل فيه دول أعلى نسبة وفيات وإصابات وبدلا من دعم مجهودات المنظمة ذهبت بعض الدول الى التلويح بخصم مخصصات مالية من حصة المنظمة الدولية.
هذا المشهد المخيف يذكرني بحريق اندلع في منزل وبدل من التعاون لإطفاء النيران ، يتخاصم الجيران على السبب في نشوبه ، فالأولى إخماد الحريق ثم القاء الاتهامات، وهو ما يدفع إلى توجيه تساؤل هل انتهى من العالم الوباء أم توصل للقاح فعال يدفع للتفرغ للمناقشات والجدل الجانبي؟.
واتوقع أن هذا موضوع جدلي مبني على فرضيات قابلة لعدة تأويلات وأهداف معقدة التفكير فليس هناك مستند محايد يثبت حتى الآن أنه صنع بشري أو من المسئول عنه ، كل هذا سيعيش الاتهام لسنوات وسنوات والبقاء للاعلام والاقتصاد والأقوى.
الأمر الذي فرض على منظمة الصحة العالمية انتقاد هذه الاتهامات فتم قذفها بحجر وخاصة مدير المنظمة المدير العام – الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس والمطالبة بأن يتولى إدارة المنظمة طبيب وليس دبلوماسيا أو سياسيا، حيث شغل مدير المنظمة منصب وزير الخارجية الأثيوبي قبل تعيينه في ذلك المنصب، وهذا ليس معيباً فهو حاصل على الدكتوراه في علم البيولوجيا.
وسط هذا المشهد أعلنت المملكة العربية السعودية تقديم 500 مليون دولار لمحاربة الجائحة من منطلق ترؤسها مجموعة العشرين ، علاوةً على تبرعها سابقاً بــ10 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لمواجهة الوباء.
اعتقد أنه من الضروري أن تحذو العديد من الدول حذو المملكة في مواجهة الوباء، ودرء وتنحية الخلافات جانبا حتى نعبر من هذه الغمة إلى بر الأمان أو أن نهلك جميعاً لا قدر الله.
وأخيرا فنتمنى أن تحذو العالم حذو المملكة.
مركز الاعلام والدراسات العربية الروسية ciars