البلاد- هاشم آل هاشم
أشاد أستاذ العلوم السياسية والدولية بجامعة كاليفورنيا والمحاضر بمعهد أورفيلا للدراسات الدولية والشرق الأوسطية مارك جورجين سماير، بجهود المملكة على الصعيد الداخلي والدولي من خلال رئاستها لمجموعة العشرين ، للحد من انتشار وباء كورونا المستجد، وكذلك نجاح جهودها في توحديد جهود مجموعة “أوبك+” مؤكدا أنها بهذه التحركات الفاعلة ألقت بطوق النجاة لإنقاذ الاقتصاد النفطي العالمي.
وقال “سماير” في تصريح لـ” البلاد” من عزله المنزلي بولاية كاليفورنيا الأمريكية عبر تقنية تطبيق” زووم” إنه يتابع الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها المملكة للحد من انتشار الوباء ، مما حال دون انتشاره بالشكل الذى نراه في دول أوربية أو في الولايات المتحدة الأمريكية .
وتوقع الأكاديمي الأمريكي أن تعود الحياة تدريجيا إلى طبيعتها في المملكة في وقت غير بعيد ، لأنها تكثف اجراءاتها على الطريق الصحيح نحو القضاء على الوباء ، من خلال الشفافية والمصارحة الذي اتبعته المملكة منذ الوهلة الأولى من الأزمة العالمية، المتمثل في الكشف عن أعداد المصابين عبر مؤتمر صحفي يومي لوزارة الصحة ، والاهتمام البالغ من الأجهزة المعنية تنفيذا لتوجيهات القيادة ، وما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين خلال ترؤسه قمة مجموعة العشرين الاستثنائية والتي حشد من خلالها جهود العالم للتصدي للجائحة وتداعياتها.
ولفت الأكاديمي الأمريكي إلى أن له أصدقاء سعوديين مقيمين بالقرب من مسكنه يتواصل معهم عبر الشبكة الافتراضية ،مشيرا إلى أنه اندهش عندما سمع أن المملكة قررت دعم 60 % من رواتب الموظفين بالقطاع الخاص ، حيث أن السياسة المتبعة في الولايات المتحدة ودول أوروبية تميل نحو خفض نسبة العمالة ووضع آلية لذلك بحكم الأثار الاقتصادية الناجمة عن الوباء.
* مواقف انسانية رائدة
وأشاد “سماير” بدعم المملكة على الصعيد الدولي لمجابهة الوباء ، معدداً تلك الجهود المتمثلة في دفع مبلغ 10 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية ، وكذلك تعهدها بتقديم 500 مليون دولار لدعم الجهود الدولية لمكافحة الوباء ، بل وحثت الدول والمنظمات الأخرى على المساعدة في سد فجوة تمويلية تقدر بثمانية مليارات دولار.
وأكد “سماير” أن مواقف الملك سلمان الإنسانية لافتة للانتباه وأكثر موقف توقف عنده عندما قرأ في شريط الأخبار على شبكة ” ABC” الأمريكية قرار المملكة دفع 25 مليون دولار دعماً لليمن في ظل الجائحة ، بينما هناك دولة أوروبية انتظرت دعماً من الاتحاد الأوربي وهددت بالانسحاب منه بعد تخلي الاتحاد عنها.
وحول رؤيته لنتائج اجتماع دول “أوبك +” الذي بادرت المملكة لانعقاده ، أكد” سماير”، أن تطبيق اتفاق هذا التحالف الواسع للمنتجين بخفض الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل يوميا، سيسهم تباعا في وضع حد لخسائر أسعار الخام الناجمة عن الانخفاض الكبير فى الطلب نتيجة تعطلب النشاط الاقتصادي وتوقف حركة الملاحة الجوية الدولية ، وسيعود التوازن للأسواق تدريجيا مع العودة المرحلية للأنشطة الاقتصادية الأساسية في العالم.
