جدة- محمود العوضي
خطف النجم البرازيلي بيليه الأنظار مبكرا ونصّب نفسه ملكا على عرش كرة القدم قبل أن يكمل عقده الثاني، غير أن هذا التوهج ظل مرتبطا بالبرازيل، ولم ينتقل إلى ملاعب الضفة المقابلة للأطلنطي، فما السر وراء عدم لعب “الجوهرة السوداء” لأي ناد أوروبي؟
وضع بيلسون إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو المعروف بـ” بيليه” حدا لمسيرته في الملاعب في عام 1977، بعد أن حقق أرقاما يصعب على غيره كسرها، بتتويجه بكأس العالم في ثلاث مناسبات (1958 و1962 و1970) وتسجيله 1281 هدفا في 1363 مباراة خلال مشواره.
بداية اللاعب كانت مع نادي سانتوس، وهو لم يتعد 15 عاما، تألقه اللافت فتح له أبواب المنتخب البرازيلي وهو في سن السابعة عشرة حين شارك في تتويج بلاده بمونديال 1958، وسجل ثلاثة أهداف ضد فرنسا في نصف النهائي وهدفين ضد السويد في النهائي.
تتويج كان من الطبيعي أن يفتح له أبواب أكبر الأندية في العالم التي تهافتت للتعاقد معه، وقدم ريال مدريد الإسباني عرضا مغريا، فيما عرض مالك يوفنتوس جيوفاني أنيلي على بيليه الحصول على أسهم في شركة فيات للسيارات. وكان خروج بيليه من البرازيل بمثابة الكابوس لملايين البرازيليين الذين تعودوا على الاستمتاع بابنهم وهو يستعرض مهاراته الفنية وسرعته الفائقة أمام خصومه في الملاعب المحلية.
هنا، تدخل الرئيس البرازيلي حينها جانيو كوادروس الذي استثمر في القضية؛ من أجل زيادة شعبيته ودفع البرلمان لسن قانون يعتبر بيليه كنزا وطنيا ومن الأصول السيادية لمدة تصل إلى عشر سنوات على الأقل، وهو ما يعني منع بيع اللاعب لأي نادٍ في الخارج. لم يخسر بيليه كثيرا بسبب هذا القرار، فقد ظل لسنوات طويلة أعلى اللاعبين دخلا في العالم، واستثمر شعبيته بشكل مثالي، وسافر إلى مختلف مناطق العالم رفقة فريقه، أو منتخب البرازيل. واستمر بيليه مع سانتوس 19 عاما أحرز خلالها لقب الدوري عشر مرات، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية من أجل خوض تجربة جديدة والمساعدة في بناء اهتمام أميركي باللعبة الجميلة، وفقا لوصفه. وهناك وضع حدا لمسيرته بخوض آخر مباراة في مشواره يوم 1 أكتوبر1977.