مكة المكرمة – المدينة المنورة – واس
دعا إماما الحرمين الشريفين في خطبة الجمعة أمس إلى الإكثار من صنائع المعروف، ليكشف الله بها البلاء، ويرفع بها الوباء وإلى التفكر فيما يحدث بالكون وتدبر حوادثه وأن الإيمان بالقضاء والقدر يعوض الله به ما فات من الدنيا وأن من مقاصد الإسلام حفظ النفس ومجانبتها كل عدوى.
وأكد فضيلة أمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي أن الإيمان بقضاء الله وقدره، ركن من أركان الإيمان الستة، فالله جل جلاله، قدر مقادير الخلائق وأرزاقهم وآجالهم، وابتلاهم بالحسنات والسيئات، فتن في السراء، ومحن في الضراء.
وأضاف فضيلته:”وكم يا عباد الله في الشدائد والمحن، من المنح والعطايا، وهذه حقيقة لا يوقن بها، إلا مَن رضي بالله حقَّ الرضا، وأحسن الظن به، وحقق صدق التوكل عليه، وفوض الأمر إليه، وكان على يقين وثقة بوعده، وأنه سبحانه لا يريد بعباده إلا الخير والصلاح، والفوز والفلاح، فقد توافي المضرةُ من جانب المسرة، والمسرةُ من جانب المضرة:
وبين أن ما يجري على العالم اليوم، هو في ظاهره شر وبلاء، ولكن عسى الله أن يجعل فيه خيراً كثيرا، فكل ذلك بعلم الله وحكمته، وقضائه وقدره، والله عند حسن ظن عبده، فالرحيم لا يقدر لعباده إلا الخير، فلا يجزع العبد من قدَر الله، ولا ييأس من رحمته، ولعل هذا المكروه، يكون سبباً لنعمة لا تُنال إلا به، والله يعلم وأنتم لا تعلمون. ولنعلم أن الافتقار إلى الله تعالى، سبيل لمرضاته ومعيته، وبابٌ عظيم من أبواب الفرج، ورفع البلاء، وكشف الضراء، فقوة الإنسان وعزه، في ضعفه وانكساره لربّهِ.
وقال إنه حري بنا هذه الأيام، أن نظهر افتقارنا لربنا، ونتقرب له بصالح أعمالنا، وأن نكثر من صنائع المعروف، فصنائع المعروف، مما يكشف الله بها البلاء، ويرفع بها الوباء، ويغفر بها الذنوب، ويستر بها العيوب، ويفرّج الله بها الهموم والغموم.
وأكد فضيلته أن الإسلام حفظ الإنسانَ، قلباً ونفساً وجسداً، وأسرةً ومجتمعاً، فأوجب حفظ الضروريات الخمس، ومنها حفظ النفس داعيا الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، إذ جعلا صحة الإنسان وكرامته، في مقدمة الأولويات، لا فرق في ذلك بين مواطن ومقيم.
وإن من أعظم الأعمال، وأزكاها وأحبها إلى الله، ما تقوم به الوزارات والهيئات ومنسوبوها، والمتطوعون معها، من جهود عظيمة، لحماية النفوس ودفع الجائحة، وحفظ الأمن الاجتماعي والغذائي، وخاصة ما يقوم به منسوبو القطاع الصحي.
وفي المدينة المنورة أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم في خطبة الجمعة, المسلمين بتقوى الله, مبيناً أن النعيم في اتباع الهدى والشقاء في اتباع الهوى, مشيرا إلى أن الله تعالى له الأسماء الحسنى والصفات العلى فهو خالق الكون ومبدعه.
وأوضح فضيلته أن الله عزوجل جعل في الكون سننا لا تتبدل ولا تتحول, ومن سنن الله ابتلاء عباده بالسراء ليشكروه وبالضراء ليرجعوا إليه وقد أمر عباده بالتفكر فيما يحدث بالكون وتدبر حوادثه وأن الإيمان بالقضاء والقدر يعوض الله به ما فات من الدنيا وأن من مقاصد الإسلام حفظ النفس ومجانبتها كل عدوى.
