البلاد – رضا سلامة
أهمل النظام الإيراني مهمته الأساسية وهي العمل على الاهتمام بشؤون شعبه ورفع المعاناة عن كاهله سواء بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة أو تفشي وباء كورونا، بينما يواصل عدوانه على دول المنطقة وحرية الملاحة في الممرات البحرية، إذ أفادت تقارير استخباراتية، أمس (الأربعاء)، باشتباه في أن القوات الإيرانية تقف وراء الاستيلاء على ناقلة نفط ترفع علم “هونغ كونغ” في مضيق هرمز، وفقاً لما أورده موقع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية.
وقالت المصادر، وفقا للشبكة الأمريكية، إن مسلحين صعدوا إلى الناقلة وسيطروا عليها قبالة سواحل إيران لفترة قصيرة قبل إطلاق سراحها، ولم تعلن أية جهة على الفور مسؤوليتها عن عملية الاستيلاء، لكن الدلائل تشير إلى الحرس الثوري الإيراني.
وتأتي عملية مصادرة السفينة بعد أن حذرت شركة خاصة للاستخبارات البحرية من وقوع حوادث مشبوهة في الأيام الأخيرة بالقرب من المضيق الذي يتم من خلاله تداول خمس النفط العالمي. وكانت ناقلات النفط هدفا في السابق لقوات الحرس الثوري في إطار محاولاتها التصعيد مع الولايات المتحدة الأمريكية، في مخالفة للقوانين الدولية المتعلقة بحرية الملاحة وحماية الملاحة البحرية.
وأكدت منظمة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة في تحذير لها، أن السفينة “صعد عليها رجال مسلحون بينما كانت في المرساة”، وحددت شركة المخابرات البحرية الخاصة التي أصدرت التحذيرات الأولى حول الحوادث المشبوهة، السفينة المختطفة على أنها السفينة “اس سي تايبيه”، التي ترفع علم هونغ كونغ وأفراد طاقمها الـ22 صينيون، فيما تشير بيانات تتبع السفينة إلى أن الرجال المسلحين نقلوا السفينة إلى ميناء مدينة بندر جسك الإيرانية، وهو ما فعله الحرس الثوري العام الماضي، عندما احتجز أفراد طاقم ناقلة نفط مملوكة للنرويج انفجرت بلغم إيراني.
وفي سياق كشف أكاذيب النظام الإيراني بحاجته لفك الحظر عن الأموال المجمدة في الخارج لمواجهة كورونا، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن لدى النظام الإيراني ما يكفي من المال لمكافحة فيروس كورونا، وأن لدى خامنئي احتياطات بمليارات الدولارات، في وقت تقدر ثروته بأكثر من 200 مليار دولار.
وجدد بومبيو معارضته منح صندوق النقد الدولي إيران قرضا بقيمة 5 مليارات دولار، مشيرا إلى أن بلاده عرضت مساعدات إنسانية حقيقية للشعب الإيراني، وإنما الأموال المرسلة إلى إيران سيتم إنفاقها على أهداف فاسدة.
وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي ترمب إلى منع صندوق النقد الدولي من تقديم قرض طارئ بقيمة 5 مليارات دولار إلى إيران، ويؤكد المسؤولون الأمريكيون أن الأموال لن تذهب بالفعل لمعالجة أزمة الصحة العامة في البلاد بل تمضي لمساعدة المليشيات الإرهابية في المنطقة. وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية في وقت سابق إن “الدولة الراعية للإرهاب في العالم تسعى إلى الحصول على مبالغ نقدية لتمويل مغامراتها في الخارج وليس لشراء الأدوية للإيرانيين”، وأضاف: “للمسؤولين الفاسدين في النظام تاريخ طويل في تحويل الأموال المخصصة للسلع الإنسانية إلى جيوبهم الخاصة وإلى وكلائهم الإرهابيين”.
وفي وقت يستجدي الخارج، يواصل النظام الإيراني نهب الأموال في الداخل، إذ أكد تقرير لديوان المحاسبة المالية تمت قراءته في البرلمان الإيراني، اختفاء 4.820 مليار دولار من الأموال المخصصة لاستيراد السلع عن عام 2018. وأضاف التقرير أنه ضمن هذا المبلغ الذي لم يعرف مصيره، نحو 2.807 ملايين دولار مخصصة لاستيراد السلع الأساسية، وأكثر من مليارين و13 مليون دولار للسلع غير الضرورية.