البلاد – رضا سلامة
كشف وزير عراقي سابق أن مسؤولين في بلاده ضحوا بمصلحة بغداد لإرضاء النظام الإيراني، إذ تم التراجع عن اتفاق مع السعودية لتوفير الغاز الذي تحتاجه بغداد بأسعار أقل من الأسعار العالمية تحت ضغوط طهران.
وأكد وزير الكهرباء العراقي السابق قاسم الفهداوي، في حوار تلفزيوني، تدخل إيران في شؤون البلاد والتحكم بمصيره. وقال الفهدواي الذي شغل منصب وزير الكهرباء في حكومة حيدر العبادي بين عامي 2014 -2018، وخاض المفاوضات مع طهران بشأن استيراد الغاز، إن العراق تلقى عرضاً من السعودية بتوفير الغاز الذي تحتاجه بغداد وبأسعار أقل من الأسعار العالمية.
وأضاف أنه تلقى عرضاً بالمساعدة عبر مكالمة هاتفية من وزير الطاقة السعودي في حينه، قائلاً إن الأخير تعهد بتوفير الغاز حسب احتياج العراق، على أن يصل خلال 24 ساعة من الكويت، وخلال 6 أيام تصل الشحنات من السعودية، بالإضافة إلى إرسال فريق من شركة آرامكو للعمل في العراق، واستخراج الغاز وبيعه بـ7 ونصف سنت، مؤكدا أن رئيس الوزراء وافق على العرض في حينه، وتم الاتفاق على موعد سفر إلى المملكة لتوقيع اتفاقيات في هذا الشأن لكن كل ذلك ألغي في اللحظات الأخيرة بسبب الضغوطات الإيرانية، حسب قوله. وتساءل: “كيف نضحي بمصلحة العراق من أجل إرضاء إيران؟”.
ويبدو أن الضغوطات الإيرانية لاتزال قائمة على الحكومة العراقية، إذ بدأت وفقا لتسريبات محلية، مساومات وزارية بعد تكليف مصطفى الكاظمي الذي لاقي ترحيبا كبيرا من الكتل والأحزاب السياسية، بيد أنه ربما يواجه بعض الصعوبات بسبب تدخلات إيران وإذعان بعض المسؤولين لها، في وقت تنتظر الحكومة المقبلة ملفات شائكة كموازنة 2020، وملفات فساد كبرى أعلنت لجنة النزاهة النيابة أنها ستكشفها عقب تشكيل الحكومة وإنتهاء أزمة كورونا.
وقال النائب عن تحالف “سائرون” رياض المسعودي، أمس، إن الكتل السياسية رحبت بتكليف مصطفى الكاظمي لمنصب رئاسة الوزراء ولم تتفق عليه، مؤكدًا أن تمريره متوقف على الكابينة الوزارية التي سيقدمها لمجلس النواب ورضاء الكتل عن حصصها، ومشيرًا إلى أن:” أغلب الكتل السياسية قلوبها مع الكاظمي وسيوفها ضده”، لافتًا إلى أن “الكتل السياسية رحبت فقط بتكليف الكاظمي ولا يمثل ذلك اتفاقا”، في إشارة لبعض الصعوبات التي تواجه رئيس الحكومة الجديد.
وفي تأكيد لحديث المسعودي، أشار النائب المستقل باسم خشان، إلى أن “الكتل السياسية اتفقت على مصطفى الكاظمي لتجاوز المرحلة الحالية، و أنه لن يكون حرا في اختيار وزرائه وستتدخل الكتل في ذلك”.
وفي سياق تدخلات إيران بشؤون الدول الأخرى، ومواصلة إرهابها في مختلف البلدان، كشف معارض سوري تورط إيران في إنتاج السلاح الكيماوي وتجريبه داخل سوريا، إضافة إلى مشاركتها في كل الجرائم ضد الإنسانية داخل بلاده.
وقال المعارض السوري الدكتور كمال اللبواني، وفقا لموقع “إخباري”، إن إيران متورطة في استخدام السارين والكلور في بلدة اللطامنة في محافظة حماة السورية.
وفي سياق ممارسات النظام الإيراني غير الإنسانية، كشف مسؤولون في نظام الملالي تمييزا عنصريا في إجراء اختبارات كورونا، مبينين أن الفحوصات تجرى لكبار المسؤولين ثم الأثرياء، بينما يتم تجاهل المواطنين الفقراء، وفقا لرئيس لجنة مكافحة كورونا في طهران، علي رضا زالي، الذي قال إن النسبة المرتفعة من النتائج الخاطئة للاختبارات تخلق أمانا زائفا ومؤقتا لمن يقومون بها.