الرياض – البلاد
اكتمل عقد الاتفاق التاريخي لمجموعة (أوبك بلس) الذي قادته المملكة بنجاح بمشاركة روسيا ومجموعة من الدول الأخرى المنتجة لإعادة التوازن لأسواق النفط نحو تحقيق السعر العادل، وذلك بعد التزام المكسيك بتقليص إنتاج النفط على ضوء إعلان الرئيس ترمب بأن الولايات المتحدة تتعهد بخفض 350 ألف برميل، علاوة على ما ستقوم به، من أجل المكسيك، على سبيل التعويض.
وتتويجا لهذه الجهود وما أسفرت عنه من اتفاق موسع واعلان تعاون جماعي ، قدمت مجموعة العشرين برئاسة المملكة قوة دفع نوعية للجهود العالمية لمواجهة التداعيات الصحية والاقتصادية لجائحة كورونا العالمية ، حيث أكد بيان وزراء الطاقة بدول العشرين عقب اجتماعهم الافتراضي الذي ترأسه سمو وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان ، تقديم مساهمةٍ كاملة وفعّالة للتغلّب على كوفيد-19 ، ومواصلة العمل عن كثب مع عناصر قطاع النفط لجعل أنظمة الطاقة أكثر مرونة في الرد على الأوضاع الطارئة في المستقبل ، واتّخاذ كلّ الإجراءات الضرورية والفورية لضمان استقرار سوق الطاقة، ولضمان توازن المصالح بين منتجي ومستهلكي النفط وتعزيز الانتعاش العالميّ اللاحق.
وانطلاقا من الالتزام الذي تعهد به قادة دول المجموعة في قمتهم الافتراضية في 26 مارس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – أكد وزراء الطاقة على استخدام جميع أدوات السياسات المتاحة للحفاظ على استقرار الأسواق ، والالتزام بضمان استمرار قطاع الطاقة في تقديم مساهمةٍ كاملةٍ وفعالةٍ للتغلب على فيروس كورونا المستجد والعمل على تحقيق التعافي العالمي في الخطوة المقبلة ، وكذلك العمل سويةً بروح التضامن لاتخاذ إجراءات فورية وملموسة لمعالجة هذه القضايا الملحة والتي تأتي في وقت نواجه فيه حالةً طارئةً غير مسبوقة على المستوى الدولي.
استقرار الأسواق
وأشار البيان الوزاري الختامي أمس السبت، إن الانكماش الاقتصادي الكبير والنظرة المستقبلية التي تشوبها حالةٌ من عدم التيقّن نتيجة الجائحة ، أدى إلى تفاقم اختلال التوازن بين العرض والطلب على الطاقة، وزيادة عدم استقرار أسواق الطاقة، بما أثر بشكل مباشر على قطاع النفط والغاز وتوسع ليشمل قطاعات أخرى، مما تسبب في إعاقة الانتعاش الاقتصادي العالمي، وبالتالي فإن انعدام الاستقرار الذي نشهده حالياً في أسواق الطاقة يضيف إلى الخسائر الفادحة التي نتكبدها في الوظائف والأعمال والأرواح.
ومن أجل تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي وحماية أسواق الطاقة، أكد وزراء الطاقة بدول العشرين على العمل معاً للتوصل إلى استجاباتٍ تعاونيةٍ في السياسات، والتي ستضمن استقرار الأسواق لمختلف مصادر الطاقة، مع مراعاة الظروف الخاصة بكل دولة ، واتخاذ جميع التدابير اللازمة والفورية لضمان استقرار أسواق الطاقة.
أمن الطاقة
شدد الوزراء على أن أمن الطاقة هو عامل رئيسي في تمكين النشاط الاقتصادي، كما أنّه عنصرٌ أساسيٌّ للوصول إلى الطاقة وحجر الأساس لتحقيق الاستقرار في أسواقها ، مؤكدين أهمية ضمان توازن المصالح بين المنتجين والمستهلكين، وضمان أمن نظم الطاقة وتدفقها دون انقطاع خاصة لدى القطاع الصحي وغيره من القطاعات التي تقود المعركة ضد فيروس كورونا المستجد.
ومن أجل الاستجابة للحالات الطارئة في المستقبل أكد الوزراء على خطوات وقرارات عدة تشمل إنشاء مجموعة متخصصة على المدى القصير وتكليفها بمهمة رصد تدابير الاستجابة ، وستكون متاحةً لجميع الأطراف في مجموعة العشرين بصورةٍ طوعية ، وتقدم اللجنة تقارير منتظمة لوزراء الطاقة في مجموعة العشرين حول عمليات التقييم التي تجريها خلال الرئاسة السعودية، وذلك بالتعاون مع المنظمات الدولية ذات العلاقة، والاستعداد لعقد اجتماع آخر في وقتٍ أقرب متى ما دعت الحاجة إلى ذلك.
وكان الأمير عبدالعزيز بن سلمان ، قد اكد في كلمته الافتتاحية ،إن إمدادات الطاقة الموثوقة والميسورة التكلفة، والتي يسهل الوصول إليها، ضرورية لتمكين الخدمات الأساسية، بما فيها خدمات الرعاية الصحية، لضمان القدرة على دفع جهود التعافي الاقتصادي.
وحثت المملكة جميع الدول الأعضاء في مجموعة العشرين والدول المدعوّة ، على اتخاذ إجراءات استثنائية ومناسبة لإضفاء الاستقرار على أوضاع السوق بناءً على مبادئ العدالة والمساواة والشفافية والشمولية.